في مثل هذا اليوم 18 فبراير 1987، فقدنا الرجل الشهم الكريم المتواضع أحمد بزيد بن إمام رحمه الله، كان الفقيد من أكرم الناس وأكثرهم تحملا، وقد حدثني الثقات ممن خبِروه عن قرب أنه كان ممن يتولى الشأن العام دون إرجاعه للجماعة، فكان يقوم بالأمر وحده ما استطاع دون حتى الإعلام به!
وكل من عرفوه عرفوا عنه الشهامة والكرم الحاتمي والنخوة وعزة النفس، والاعتناء بالضعاف والمساكين، فكان في ماله وجهده حق معلوم للسائل والمحروم، كل ذلك على تواضع عجيب وابتعاد عن حظوظ النفس وتحكم فيها،
وقد مدحه الكثير من الفضلاء مثل العلامة محمدن ولد المختار ولد حامدٌ والأديب الكبير الطيب ولد ديدي رحم الله الجميع. وقد رأى مرة ورقة فيها بعض مدحه فقام بتمزيقها ونهى الكاتب عن نقلها تواضعاً وحرصا على الإخلاص وألا تكون أعماله من أجل الرياء أو الذكر في هذه الدنيا..
وقد عُرف رحمه الله بصدقات السر، فكان يروح على المساكين والمتعففين ويغدو عليهم بالصدقات والإعانات دون أن يشعر أحد.
...
واذْكًرْ أبا زيدَ مَنْ أبْقى فضائلَ ما *** غابتْ وذِكْراً جميلاً بَعْدُ ما غابا
والناسُ مِنْ يَدِه والقَوْلِ قدْ سَلِموا *** ما كانَ بازَيْدُ بَهَّاتاً ومُغْتابا..
رحمه الله وغفر له وجعل الجنة مثواه إنه كريم عفو غفور، وبارك في عقبه.