الجمعة، 20 مايو 2016

العلامة زين العابدين بن اجمد اليدالي:

نسبه : هو زين العابدين( ) بن محمذن بن اجَّمَدْ( ) بن أيدوم بن أحمذو بن الفقيه المختار بابو بن محمد الامين بن المختار بن عمر بن على بن يحيى بن يداج، خامس الخمسة المعروفين بتشمشه. 
أمه: مريم بنت عبد الله جنك بن ميلود بن المصطفي بن محم سعيد بن المختار بن عمر وهنا يلتقي نسبها مع نسب والده.( ) 
مولده ونشأته :
ولد "زين العابدين" سنة 1277هـ في بلدة "انْبَنْبَه"( ) في الجنوب من منطقة "إيكيدي" بولاية الترارزة. 
وكان والده من تلامذة "محنض بابه بن اعبيد الديماني" ذا مشاركة في العلم ونظم القريض، وجده "أحمذو" من أبرز علماء عصره وكفاه أنه شيخ "محمد اليدالي".
وأما والدته "مريم" السابقة الذكر فهي امرأة صالحة تدرس القرآن، وتستنسخ الكتب، وتحفظ موطأ الإمام مالك،( ) ينسب إليها أبناؤها، فيقال: أبناء مريم، وهم با لإضافة إلى "زين العابدين" شقيقه": أحمد" الذي تقدمت ترجمته، وأخوه لأمه "المختار بن جنكي"، وقد نوه بهم "محمد فال بن محمذن"( ) كما فاخربهم "أحمد سالم بن ببكر"(1362 هـ) فقال: (الرجز)
أَبْناءُ مَرْيَمَ هُمُ فَا ذْكُرْهُمُ
عِندَ النَّوَائِبِ وَفَا خِرْبِهِمُ
إَذا ذَكَرْتَ فِي مَنا قِبِهِمُ
قَوْماً عَلَى جُرْدٍ فَلَاتَنسَهُمُ ( )
حفظ "زين" القرآن بكنف والدته مع أنه درسه أيضا على "ميمونة بنت اليدالي"، ودرس مبادئ العلوم على أخويه: "أحمد" و"المختار" المشار إليهما سابقا.
دراسته وشيوخه: 
استمع "ابن اجمد" إلى دروس "المحبوبي بن المختار اليدالي" (ت 1316هـ) وابنه: "محمد بن المحبوبي"( )(ت 1335هـ)، كما أخذ الفقه والعقيدة على "المختار ابن ألما اليدالي"، وعمق معارفه على هذا الشيخ، ومكث معه فترة غير يسيرة، ودرس على "محمد فال بن محمذن ابن العاقل الأبهمي"علوم المنطق والبلاغة والحساب، وسمع الأصول من "محمذن ابن محنض باب الديماني"(ت1319 هـ ).
وزار "زين العابدين" إلى ذلك محظرة "يحظيه بن عبد الودودالجكني القناني" (ت1358هـ (واستفاد من "محمد بن زيادنا اليدالى". 
ثم قام بعد ذلك برحلة عن موطنه الأصلي (إيكيدي) إلى الساحل) المنطقة الجنوبية الغربية المحاذية للمحيط الأطلسي) وسبب رحلته هذه الورع الشديد الذي كان يتصف به، فهو يرى أن الماء الذي في منطقته لا يخلو من غصب، ثم إن القائمين على متح الماء من الآبار غير معتنين في الغالب بأحكام الطهارة، وكان ذلك سنة 1298هـ .
وأخذ هنا إجازة في القراءات السبع من لدن القارئ "محمد فال بن بوفره الجكني الحاجي" واستفاد من "محمد فال بن آبني التمكلاوي"( 1309هـ.( ) ( 
تصوفه أخلاقه:
تلقى "زين العابدين" السبحة الشاذلية على يد "المختاربن ألما اليدالي" ( ) كما أخذها أيضا عن "محمدن بن محمذن فال بن متالى" (ت 1317 هـ ) وله فى زيارة قبر "محمذن فال بن متالى": (البسيط)
قِرايَ يا أَفْضَلَ الْمَتْلُوِّ وَالتَّالِي:
إِنِّى أَتَيْتُكَ ضَيْفا يا ابْنَ مُتَّالِي
الأَمْنُ مِنْ كُلِّ ما يَرْمي إَلَيَّ بِهِ
صَرْفُ اللَّيالِي مِن اوْجاعٍ وَأَوْجالِ
وَأَنْ يُيَسِّرَ كُلَّ الْخَيْرِ رَبِّيَ فِي
حَالِي وَآلِي وَآمَالِي وَأَمْوَالِي 
وَأَنْ يَحُطَّ ذُنُوباً لَسْــــتُ مُحْـصِـيَهَا
وَأَنْ يُحَسِّـنَ حَالِي عِنـــــدَ تَـرْحَالِي ( ) 
كان "زين" على جانب عظيم من العبادة والاستقامة وتعمير الأوقات بتلاوة القرآن والذكر والصلاة والصوم ومطالعة الكتب، وكان قليل الكلام، قصير السلام، قليل الطعام. 
ومما يدل على عبادته السالكة نهج الفقه أنه صلى المغرب والعشاء فى المصلى ومكث يصلي كل الليل حتى صلى الصبح، ومكث فى مُصلاه حتى ارتفعت الشمس فصلى ركعتي العيد ورجع إلى أهله، فلما جاء الناس يريدون صلاة العيدين قال لهم: إنى صليت، وما ذلك إلا لأن العامة لا يعبئون بالاجتماع للفريضة، وصلاة العيد إنما تطلب ممن تلزمه الجمعة، وهم ليسوا كذلك وقتها، وكان من عادته أن يقرأ خمسة أحزاب من الذكر الحكيم وهو يخرج البقر إلى المرعى ضحى، ثم يعيد قراءة الخمسة الأحزاب فى المصحف لدى المنزل، ويقرؤها ثالثة في المسجد) ) .
وكان كثير المطالعة لكتب التفسيرو الحديث، وكان برا بوالديه، فقد أرسلت إليه والدته بعد مغادرته منطقتها(إيكيدي) فعاد إليها ومكث معها حتى توفيت ثم رجع إلى الساحل 
وكان زاهدا في الدنيا،عرض عليه رجل غني أن يصحبه فيشاطره ماله فأعرض عن ذلك..( )
ورغم أن "زين العابدين" كان شاذليا فقد تصدى للمعنفين على الطريقة التيجانية فرد عنها في كتاب سماه '' المواهب الربانية في اعتقاد أحسن المذاهب بالتيجانية" (وقد حققه الدكتور "الأمير ولد آكاه" ولا يزال مرقونا)، ويدل هذا على عدم تعصبه، وتلك سمة بارزة من أهم سمات الشاذليين.
ولابن اجمد أنظام في التصوف منها قوله مبينا أن الله - سبحانه وتعالى - هو وحده المستوجب للحب:) الرجز)
الْحُبُّ غَيْرُ اللهِ لا يَسْتَوْجِبُهْ
لأَنَّ ذا الْحُبَّ جَميعاً سَبَبُهْ
الِاحْسَـــــــانُ وَالْجَمــالُ، ثُمَّ ذَانِ
لَمْ يُوجَــــــدَا إِلَّا مِـن الرَّحْمَـــــنِ 
تلاميذه: 
نهل من معين "زين العابدين" العلمي رجال، وتصدر على يديه آخرون بعد إرسائه دعائم محظرته في منطقة الساحل بولاية الترارزة من بينهم:
- المختار بن المحبوبي.
- أبناء محمدْ بن المحبوبي: محمدن وزين وإسحاق
- محمد عالي بن زين العابدين.
- محمذن بن سيد الأمين بن إمام.
- أحمدو سالم بن القطب.
- محمد الأمين بن أواهْ اليداليون.
- الشيخ سيداتى بن الشيخ سعد أبيه.
- أحمدّ ُبَنْبَ بن الأمين العاقلي.
ومن تندغ: 
- عبد الرحمن بن عمر.
- الشريف العالم محمد بن البار.
- أحمد سالم ومحمد سعد بوه ابنا لمام بن اباب.
- محمد بن بي. 
- أحمد بن مينوك.
- أحمد بن أبي بكر بن أحمدو باب.
- محمد الأمين العلوي التجكجوي الذي مكث معه نحو عشر سنين.
- عبد الله بن النابغة.
- محمد بن أواهُ الأبييري.
- محمد بن ود اليعقوبي، وخلق كثير.( )
مؤلفاته وآثاره :
- احمرار على نظم الشهداء لمحمذ فال بن متالى.
ـ تحسين الكلام بشرح صلاة الشيخ عبد السلام.
- احمرارعلى الدرر اللوامع لابن بري استكمل فيه القراءات السبع (حققه 3 طلاب في (م. ع. د. ب. إ.) با نواكشوط (1992- 1993م)
-احمرارعلى نظم الشيخ محمذن فال بن متالي فى أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
-أشعار وأنظام تعليمية لم تجمع بعد.
- العسل المصفى في فضل مدح المصطفى (ثبوت ثواب مادح النبي صلى الله عليه وسلم ردا على من قال بغيره، وقد حققته الطالبة توت بنت محمدن في رسالة تخرجها من م.ع.د.ب.إ.سنة 2010 ـ 2011).
- بديعية و شرحها: (نظم فى ترتيب سور القرآن حسب النزول موجه بمدح النبي صلى الله عليه وسلم). وقد صدرت مطبوعة في الشهر الماضي.
- تأليف فى حل ألفاظ مختصر الشيخ خليل (خليل الأبيض).
- تسديد المتفكر في إباحة كل شراب لا يسكر (فى شأن الأتاي) ومنه قصيدة يذكر فيها شبه محرميه ويرد عليها.
- عقد ما وجد من فتاوى سيدي عبد القادر الفاسى (محقق ).
- عقدكتاب أبى البقاء العُكبُري في التفسير:( 3000 بيت ) وشرحه.
- نظم الوجوه والنظائر فى القرآن.
- نظم المكي والمدني.
- نظم أهبة المتنطق فى علم المنطق (عقد منثور محمد فال بن محمذن العاقلي في المنطق).
- نظم أهل الصفة.
- نظم بعض من صحب هو وأبوه من الصحابة رضي الله عنهم.
- نظم فى إعراب القرآن.
- نظم فى التقليد الاجتهاد.
- نظم في العلوم المستنبطة من القرآن.
- نظم في ترتيب أبواب المدونة الكبرى.
- نظم فى عدد آي وسور القرآن.
- نظم فى مبهمات القرآن.
- نظم منشأ الزيغ وشرح.
ـ نهج السدادفي تمييزالظاءمن الضاد،أوطريق السداد فى تحقيق الضاد.
- ورقات فى ترجيح الجيم المتفشية.
- طرة على السلم المرونق.
- كتاب المواهب الربانية في اعتقاد أحسن المذاهب بالتجانية.( )
وفاته: توفي زين عام 1358هـ ودفن بمقبرة "أنْفَاطْمي" غرب مقرمقاطعة "كَرْمَسينْ" الواقعة فى الجنوب الغربي من ولاية الترارزة، وقال تلميذه المعجب به العلامة "المختار بن المحبوبي" مؤرخا لوفاته: (الرجز) 
وَفِى نَحٍٍ مَوْتُ الإِمامِ البَائِعِ
للهِ نَفْسَهُ الْمُنيبِ الطَّائِعِ
زين الزمان شمسه ابن ابن اجمد
لازَالَ فِي أَمْنٍ مِن اللهِ الصَّمَدْ
وَقِفْ هُنَا وَابْكِ بِرَبْعِ عَزَّةِ
شَوَارِدَ الْعِلْمِ الَّتِي قَدْ عَزَّتِ 
والْفِكْرِ وَالذِّكْرِ مَدَى الْأَوْقاتِ
وَالطُّهْرِ وَالصَّلاةِ وَالصِّلاتِ 
وَحِفْظِ كُتْبِ الْخَمْسِ وَالأَنسابِ
وَفَنَّي الأُصُولِ وَالْحِسابِ
وَجَوْدَةِ الأَنظامِ وَالشُّروحِ
وَالضَّبْطِ وَالْفُيوضِ وَالْفُتوحِ 
وَالأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَالتَّجْويدِ
وَالنَّظَرِ السَّديدِ وَالتَّوْحيدِ
وَبارَكَ الرَّحْمَـنُ فِــــــيمَـنْ خَلَــفَهْ
مِنْ عَقِبٍ وَالشَّــــــــمْلَ مِنْهُ أَلِّفَــهْ . 
ولعل هذه الأبيات خير ما أنهي به الترجمة لهذا العالم الجليل.
بقلم الدكتور أحمدُّ ولد آكاه جزاه الله خيرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق