هي الشاعرة الكبيرة وخنساء زمانها يُمِّـهْ بنت سيدي الهادي بن احمد وادان بن المصطفى بن محم سعيد بن المختار بن عمر بن يحي بن ايداج أكدبرغ (يدال) .
ولدت في قرية المناربمنطقة (إيكيدي ) بولاية اترارزه سنة 1785 م، وتوفيت فيها سنة 1882 م ودفنت في مقبرة الديخن على اصح الأقوال .
تربت شاعرتنا بين أهلها، وأخذت عنهم بعض علوم اللغة والشعر، كما أخذت الفقه وشؤون الفتوى عن أمها (تيكْجَارْ) فاطمة بنت ألمين فال (بتّا) بن المختار سعيد بن محمد اليدالي.
كما كان لها إسهامها في الفتوى والتدريس والمطارحات العلمية والأدبية مع كبار علماء وأدباء عصرها كالعالم المختار بن جنك، إذ كان مأذونًا لها بالفتوى، كما كان زوجها وابن عمها المختار بن ألما عالمًا شاعرًا ، يضاف إلى ذلك نشاطها في أعمال الخير والبر، مما أكسبها مكانة بين أبناء قومها ، يمتاز شعرها بدقة السبك ورقة الأسلوب وارتيادها للبحور الغنائية كالرمل والمتقارب لها قصائد مؤثرة فى تمريض ورثاء ابنها حامد بن المختار بن ألما منها قصيدة(أحامد لا تبعد ) بدأتها بالدعاء وطلب المغفرة معلنة إذعانها لقضاء الله.
من شعرها رحمها الله في حمد الله والثناء عليه :
أَحْــــمَدُ اللهَ إِذْ هَدَانِي إِلَى مَنْ ۞ بِحِـمَاهُمْ قَدْ مَنَّ لِي بِشِــفَاءِ
وَ أَزَاحَ الَّذِي نَخَافُ وَ َنخْــــشَى ۞ بِالْـكِرامِ الْأَفاضِلِ الْأَنْــبِياءِ
ولها في التوسل :
يا ربِّ صلِّ على الحبيب المصطفى ۞ عينِ الخلاصة من سُلالة سامِ
الناصر الحقَّ المهيمن وحده ۞ بالحقِّ والهادي إلى الإسلام
عين العناية والحقيقة كنزها ۞ شمس الشريعة ضوء كل ظلام
ردَّ الإلهُ الكافرين بغيظهم ۞ من بعد ما مكثوا بشرِّ مقام
وكفى الإله المؤمنين قتالَهم ۞ وحباهمُ بالنصر والإنعام
أثنى عليك الناسُ يا نورَ الهدى ۞ بالنَّثر والأسْجاع والأنظام
جهدوا فقصَّر جهدُهم عن مَدْح من ۞ صارت مدائحُه من العلاّم
صلى الإلهُ على الرسول المنتقَى ۞ هادي الأنام إلى الطريق السامي
إنا قدَ اخلصْنا إليك مَتابنا ۞ يا ذا الجلالِ الغوْثَ ذا الإكرام
وأغِثْ مواشينا بغيثٍ شاملٍ ۞ يروي البطاحَ مُجاوبَ الإرزام
واكْسُ البلادَ رياضَ قَصْبٍ وَشْيُها ۞ مثلُ السبابكِ لا تزال نَوَامِ
أغثِ الزروعَ مع الضروع بملْئِها ۞ وانْفِ القحوطَ وسائرَ الأوْخام
ثم الصلاة على النبيّ محمَّدٍ ۞ خيرِ الورى مقرونةً بسلام
وعلى أقاربه الهُداة وصحبِه ۞ أزكى الصلاة مع السّلام النامي
ولها في مدح المختار بن جنك :
سلامٌ عليكم ما سمت للفراقِدِ ۞ مناقبُ منكم ما لها من مُعاندِ
كفَوْحِ طَريِّ المسكِ أو فوحِ زَرْنبٍ ۞ ترامَتْ به الأرواحُ بين المعاهد
يوافي الرضا المختار سحَّ سحابُه ۞ فلا برقُه يُخشَى ولا رعدُ راعد
كما وَكَفَتْ كلتا يدَيْه على الورى ۞ بِوبْلِ عطايا ما لها من مواعد
فلا زالَ يحمي عن محارم دينِهِ ۞ يُهدِّي إلى أسبابه كلَّ شارد
أدام لنا الباقي الجليلُ بقاءَه ۞ وحصَّنه من كيْدِ باغٍ وحاسد
وجنَّبه ما يَخْتشي من مكارهٍ ۞ وهيّا له ما يبتغي من مقاصِد
أيا ربَّنا اشدُدْ أزرَه بأفاضلٍ ۞ يعيشونَ قرنًا بين أمٍّ ووالد
وكلُّهمُ في علمه متبحِّرٌ ۞ وكلُّهم ما بين قاضٍ وعابد
فلا زلتَ عونًا للضعيف وموئلاً ۞ لكلِّ مريدٍ في الإله مجاهد
ولها في مدح اهل تندكسم :
جزى الله بالاحسان من جل قدرهم ۞ على كل ذي فضل عليِّ المواهب
على الخير والمعروف كان اجتماعهم ۞ وايتاء ذي القربى وحمل النوائب
لهم حول تندكسم أرضى مساكن ۞ بنوها على ركن من المجد لازب
فلا أجدب المرعى ولا فض جمعهم ۞ وبلغهم إنعامه ذو المواهب
ولها في رثاء خالها محمذن ولد بتا :
طال ليْليَّ بِهَمٍّ مُنصِبِ ۞ ودموعي كالغُيوثِ السُّكَّبِ
إنّ همِّي فَقْدُ خالي لأبي ۞ سيّدِ القومِ الهُمامِ الأنجَب
طال ليلي وتداعَى همُّه ۞ وانزوى النومُ لخطْبٍ مُرْهِب
رُزْءُ قَرْمٍ لا يُبارَى في الندى ۞ حسَنِ الأخلاق عالي المنصب
ذي رشادٍ وودادٍ يستوي ۞ فيه ذو القربى ونائِي النسب
قلتُ لما أنْ خلا مجلسُه ۞ بعد أن كان عظيمَ المكسب
ليت شعري مَنْ يُرَى مِن بعده ۞ يُلْزِمُ القومَ قوامَ المذهب
ليت شعري مَنْ يُرَى من بعده ۞ لليتامى هو خيرٌ من أب
ليت شعري من يُرَى من بعده ۞ يُرشدُ الناس لحمل النُّوَب
ليت شعري من يُرى من بعده ۞ يألَفُ الصَّفْحَ عن الجاني الغبي
رحمةَ الله عليه عرِّجي ۞ كلَّ حينٍ وانهمي وانسكبي
ربِّ بالمبعوثِ في أمِّ القرى ۞ أحمدَ المختارِ خيرِ العرب
وبمن جاء قديمًا قبله ۞ وتلاه من صِحابٍ ونبي
وقد كان لها هذا الحوار الشعري مع زوجها العلامة المختار بن ألما بن احمد وادان بن المصطفى بن محم سعيد حول السمنة :
المختار :
- دعي أم عمرو ما يخل بمنـــصبي ۞ و منصبك الأعلى عل كل منصب
2 - و يكســيك ثوبي ذلة و مهانة ۞ ويُزري بمن كانت بأرفـع مرتب
3- ألا إنما ذاك الـــهزال الـذي به ۞ يُلـفي هوان من خليل أو أجــنبي
فأجابتة قائلة:
أيا ر ائما هزل النسا بالتأنـب ۞ فما أمرنا بالشحم غير التتعــب
2- فما ذا زمان الحب والشوق للنسا ۞ فسيان ذات الشحم أو ذات أعصب
3- و ما كل ذات الشحم أفرد حبها ۞ ولا كل هزْلي خصصت بالتـجنب
4- فإن شبابي مذ نـشأت مصاحبا ۞ هزالا وما أزري الهزال بمــنصبي
5- و كنت أراني للأجانب نزهة ۞ وما حُظِـيُوا عندي جميعا بمرحب
6- وكل شبابي في حياء وعـــفة ۞ وغضٍّ بـحمد الله عن كل أجـنبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق