الجمعة، 20 مايو 2016

الحسن بن زين العابدين اليدالي:




نسبه: هو الحسن (حي) بن زين العابدين بن محمذن بن زين بن أواه بن محمد اليدالي بن المختار بن محمد سعيد بن المختار بن عمر بن على بن يحي بن يداج أحد الرجالات تشمسه الخمسة وجد قبيلة اليداليين( إدوداي)،( ) وأمه: ينصرها بنت أدي ابن محمد بن سيد الفال بن آبي اليدالية. 
مولده ونشأته: 
رأى "الحسن" النور أول ما رآه سنة 1304 هـ( )، وقد ظهرت عليه من صباه بشائر الصلاح والفضل، أنفق شبابه في التعلم، وكان والده "من رجال الدنيا والآخرة وأصحاب العلوم الفاخرة فضلا عن كونه من رجال السادة الشاذلية الكبار... وله خاصية مع الشيخ الكبير... ولي الله... الشيخ "محمذن فال بن متالي" غير الروابط المعنوية، قيل إنه أخذ عنه، وقيل أخوه في هذه الدرة النفيسة والكنز الثمين( )، وكان معروفا إلى ذلك بالسياسة والحكمة العقل والكرم والغنى".( )
وعرفت والدته وذووها بالكرم المنقطع النظير؛ حيث صاروا مضرب المثل لا يدانيهم في الذكر إلا "حاتم الطائي"، وقد قيلت في مدحهم الأشعار.
وفي هذا الجو العلمي المجدي نشأ الحسن نشأة ملؤها العلم حيث توجه إلى الكتاتيب في سن مبكرة؛ نظرا لإرادة أسرته، وليسر حالها.
دراسته وشيوخه:
أخذ "الحسن" معظم معارفه إبان مقامه الطويل في محظرة "يحظيه بن عبد الودود" "وصار من كبار خريجيه الذين منحهم شهادة التبريز في العلم الظاهر فضلا عن النزعة الصوفية التي هي إحدى مميزاته الرئيسية''( )كما استفاد من المرابط "محمد سالم بن ألما" ودرس عليه. 
تصوفه و فضله : 
تلقى "الحسن" الورد الشاذلي من لدن شيخه "محمد سالم بن ألما" وكان كثير العبادة لايفتر ساعة عن ذكر أوتلاوة أو صلاة أو تقييد علم نافع، فكان ورده من القرآن حزبين ونصفا كل آخر ليلة غير نوافله الكثيرة في أيامه كلها وفي رمضان غالبا، ولياليه كلهن عنده ليلة القدر، فلقد كانت أيامه غرة الدهر، ومع ذلك فلم ينس (كعادة الشاذليين ) نصيبه من الأعمال البناءة كحفر الآبار، وأمور السياسة العامة، والقيام بما يعين على إنفاقه من إصلاح الأموال وإيصال النفع للمسلمين بكل طريقة... 
وكان سيدا جليلا فطنا نبيلا بالغا مرتبة القضاء في علومه، كاد أن يحتوي على فروع مذهب مالك... يعطي الناس و لا يأخذ منهم، وينصحهم في الله ولوجه الله ـ تبارك وتعالى ـ حركاته وسكناته في الله وإلى الله، ولم يزل من مقام إلى مقام إلى أن بلغ مقام الرجال. ( ) 
ويروى أن شيخه: "محمد سالم بن ألما" فضله على أقرانه من أبناء قبيلته فقال: "إن مبرِّزي(بكسر الراء ) هذه القبيلة اثنان: المختار بن المحبوبي، والحسن بن زين العابدين". ( ) 
تلامذته :
تصدر "ابن زين العابدين" للتدريس فكان يقرئ العلوم التي أخذ عن شيوخه كالعقائد، والفروع، والنحو، والتصوف، والسيرة، والأصول، وباقي المتمات، وكان غاية في حسن التعبير والمهارة في كيفية إلقاء الدروس إلى تلامذته. 
وممن تلقى عنه:
- البشير بن المختار بن جنكي اليدالى (1321 - 1427هـ). 
- محمد سالم بن سيدي بن زين العابدين (ت 1412هـ( الذي ألف كتابه "روض الرياحين" للتعريف بعمود نسبه وأسرته، وهوأهم مصدر وجدناه فيما يتعلق بحياة المترجم له. ( ) 
- محمد بن اجدود اليدالي.
- حامد بن امح الديماني.( )
آثاره : 
لم يكثر صاحب الترجمة من التآليف؛ لانشغاله في الغالب بالتدريس والشؤون العامة، لكنه رغم ذلك ترك الآثار التالية :
- شرح لوظيفة زروق بالاشتراك مع شيخه محمد سالم بن ألما.
- تعليق على قواعد ميارة .
- عدة تقاييد في الفقه والنحو. ( )
وفاته: 
انتقل "الحسن بن زين العابدين" - رحمه الله تعالى - إلى جوار ربه سنة 1362هـ ، ودفن مع جده: "زين بن أواه" ( ) في مقبرة "أبي الأمساك" في الشمال الشرقي من منطقة "إيكيدي" بولاية الترارزاة. أعد الترجمة الدكتور أحمد ولد آكاه جزاه الله خيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق