الجمعة، 20 مايو 2016

زين العابدين بن محمد بن المحبوبي اليدالي الشمشوي



زين العابدين بن محمد بن المحبوبي اليدالي الشمشوي رحمه الله (1317هـ 1396هـ):
في ربوع إكيدي، حيث تمركزت وتوطنت القبائل الخمس (تَشَمْشَ) وحلفائها، المعروفة بالعلم والجهاد والصلاح والبركة، وحيث الأحياء و المحاظر الشمشوية العلمية العريقة والمختلفة، وبين أحياء – تندكسمي- والمنار- وبلشان- والعارف (أنْبَنبَ)- والسبيخات كان الحي من قبيلة اليداليين (إدَوْدَايْ) لجدهم "يِدَّاجْ أكْذَبَّرْغَ" خامس الخمسة المكونين للحلف الشمشوي، عُرف اليدالييون باليُمن والبركة والورع والزهد والانعزال والخمول تمسكا وارتباطا بأُسس ومبادئ الحلف الشمشوي القديم المرتبطة بقواعد الدين الإسلامي الحنيف
ونقفُ اليوم على أحد أهم أعلامهم وعلمائهم وشيوخهم وأحد أبرز سفراء تشمشه الذين مثلوها في خارج محيطها وهو الشيخ الجليل العلامة زين العابدين بن محمد بن المحبوبي رحمه الله تعالى
ينتمي الشيخ العلامة زين بن المحبوبي إلى بطن ءال "أتْفَغَ المختار بَابُ" من قبيلة اليداليين (إدَوْدَايْ) وجدهم هو الفقيه الصالح "أتْفَغَ المُختَار بَابُ" المشهور بالصلاح كان عالما صالحا زاهدا أسَّس محظرة علمية عريقة في المنطقة تخرج منها الكثيرون وتفرعت منها محاظر متعددة في أبنائه وهي كثيرة والحمد لله فقد كان بطن ءال "أتفغ المختار بابُ" لا يخلو من سبعة علماء في الحي الواحد على قلة عددهم.
و ينحدر العلامة زين من أسرة علمية عريقة مشهورة بالعلم والصلاح هي أسرة ءال المَحبُوبي، فمحظرة ءال المَحْبُوبِي معروفة ولها مكانتها وشهرتها العلمية الخاصة في المنطقة فجدهم محمذن بن المختار الذي غلبت عليه شُهرة المحبوبي معروف بالسيادة والرئاسة فضلا عن العلم والصلاح وهو أحد رؤساء تشمش في زمنه يقول عنه العلامة أحمدو بن التاه بن حمينَّ في قصيدة له :
أبناء أبناء محبوبِ الديـــانة محـ -- ـبوب السيادة محبوب الهدى التلد
أبناء من شيَّد العلم المؤصل والـ -- ــمجد المؤثل في جاه وفي جلد
أبناء من قاد للدين الجنود وللـ -- ــخمس الوفود بفكر الصدق والرشد
أبنـــــاء من حفر الآبـــــار محتسبا -- يبغي بذلك إحيــــا حــرمة البلد
أبناء من كان ثاني اثنينِ قد ملكَا – أمر الزوايا على رغم من الحسد
قرَّى القُرى من شتات الأهل فاجتمعوا – على أساس تقى فعل ومعتقد
وكـــــان أبنــــــاؤه الأعلون قــــادتُنا – تمثاله ما نثنوا عن ذلك الصدد
قـــرُّوا وأقْـــرَوا وأفتوا مثله وقضوا – وأحيــوا الميت من حرث ومن عِدد
.
ووالده هو العالم الجليل محمد (ميميه) بن مُحمذن (المحبوبي ) بن المختار بن مُحمذن بن محمد لمين بن أتْفَغَ المختار بابُ وأمه هي السيدة الفاضلة الصالحة مريم بنت مُحمذن بن إمَام بن سعيد بن ببَّاه بن أتفغَ المختار بابُ حيث يلتقي نسب والديه فقد جمع بين كرم العمومة وطيب خؤولته، ءال إمام المعروفين بالعلم والكرم والصلاح ودماثة الخُلق.
وُلِد زين لدى بير"تَنْدَكْسَمِّي" في ولاية اترارزه، عشرون كلم شمالي طريق الأمل، حوالي 1317هـ ثم نشأ وتربى في حضن وكفالة جدته الصالحة سلمى (سَمَّا) بنت محمذن بن زين بن أواه بن محمد اليدالي بعد وفاة والدته مريم بنت إمام وهو في السنة الثانية من عمره، فحظي بتربية خاصة ونشأ على ما ينشأ عليه ناشئ الفتيان من قومه فحفظ القرءان الكريم وأتمه في السنة الثامنة من عمره على يد السيدة الحافظة الصالحة ميمونه بنت محمد ولد اليدالي (حمينَّ) كإخوته الذين حفظوا عليها القرءان، ثم شرع في دراسة صغار المتون العلمية في محيطه الأقرب أولا على والده الشيخ العلامة الجليل محمد ولد المحبوبي (ميميه) (1335هـ 1916م) الذي تصدر عنه الكثير من مشائخ وعلماء المنطقة وشُهد له بالتمكن والرسوخ.
ثم واصل التحصيل على علماء من قومه مثل خاله العلامة محمد بن محمذن(منُّوَا) بن إمام الذي درَّسه علم الحساب وعلى الشيخ العلامة الجليل لمرابط محمد سالم بن ألُمَّا والعلامة الجليل زين بن محمذن بن أجمد وعلى العلامة محمد ولد حمينَّ (باباه) رحمهم الله ليُكمل العقيدة الأشعرية ثم متون الفقه المالكي وبعض متون النحو والشعر الجاهلي ثم أصول الفقه والمنطق والقضاء ثم واصل رحلته في طلب العلم حيث درس على علماء أجلاء من غير قومه منهم العالم الجليل أبِي بن حيمُود الجكني الذي قضى معه فترة كما قضى فترة من الزمن في محظرة ءال أحمذيَّ الحسنيين تمثلت أساسا في مطالعة الكتب واستنِساخِها، كما جمعته لقاءات مع العلامة الجليل محمد فال بن محمذن بن أحمد العاقل الديماني (ببها) رحمه الله، ثم تركزت بعد ذلك دراسته أساسا عند محظرة العلامة سيبوبه شنقيط يحظيه (أباه) بن عبد الودود الجكني مع أخويه العلامتين الجليلين محمدن بن المحبوبي الذي درسَّه أيضا والعلامة الجليل محمذن الشفيع بن المحبوبي رحمهم الله ليُتم عندها دراسة النحو كالألفية والطرة والاحمرار ولامية الأفعال وغيرها من علوم اللغة.
وبعد أن تصدر في علوم الشريعة وتبحر فيها وبلغ مبلغ العلماء، وهو في حدود السادسة والعشرين من عمره، اتَّجهَ إلى علم الحقيقة (التصوف) كعادة غيره من علماء القطر، فاتصل بالعلامة الجليل القطب الشهير الشيخ أحمد أبو المعالي بن الشيخ أحمد الحضرمي بن أحمدُ بن محمد بن عبد الدائم التاقاطي "أهل بوخيار" (1385هـ 1965م) حوالي سنة 1350م وقد أعجب به الشيخ عند أول وهلة وقربه، فأخذ عنه الطريقة القادرية الفاضلية في مجيئه الأول الذي دام سنتين تقريبا ومدحه بعدة قصائد، منها قصيدة في بحر الطويل يقول فيها:
فسل عن رسوم العامرية بالمسلْ -- ولا تُسل عن تلك الرسوم ولا تَسلْ
ودُورنْ بدور درت فيــــها على التي -- تدير عليك الســـابري متى تسلْ
وتوليـــــك ليلا شمشه تحته بدت -- وأحوى شتيت النبت ريقتها العسلْ
وعوجنْ على العـــــوجاء واربع بربعها -- وبالتلعة البيـــــضاء مرَّ بلا مهلْ
وحيِّ بواد القيظ ربعا متــــــرمسا -- ولا تتركنْ مصطـــــافه لا يكن هملْ
ومرَّ على وادي الدِّعـــــــام مسلما – فأرســــمه قدما تعـــــهدها الأُول
إلى أن يقول :
وشبَّ الغضى وسط الحشى بأ ضاته -- وتلعة دار القطب ذي المنصب الأجلْ
فمن أثبت الاشكـال للشيخ قلت لا -- ومن قد نفــــــــاها عنه قلت له أجلْ
أجلَّ العليُّ ذو الجـــلال مقـــــامه -- عن الجلة الأعلـــــين بالمنصب الجللْ
جلا ظلمــات الجهل والفسق فانجلت -- وأجلى عويصات العلوم على عجلْ
علا ذو المعـــالي الشيخ أحمد رتبة -- تقاصر عنها القطب والغوث والبدلْ
ففكَّ من أغلال اللــــعين أسيـــــره – وأوصــــــــله للقرب والقدس فاتصلْ
أعال عيــال العائلين وللــــــعُلى – أعـــــال كذا إن عال أهلُ القضا عدلْ
أنـــارت به الآفاق من بعد ما دجت – ونــار به عنها الضلال إلى المضلْ
ويهمي بأمطــــــار الحقيقة عذبة -- ويوكف بالعرفــــــــان توكـــافا أو وبلْ
وفلَّ شبا البدعي بصــارم شرعه – فأظــهر فيه النـــــجم من بعد ما أفلْ
هدى والورى لا هادي اليوم فيهم -- وأجدى ولا مُجـدي سـواه لمن سألْ
.
إلى ءاخرها، وهي قصيدة طويلة وله أيضا من قصيدة أخرى في مدحه :
.
مــا للمُقـــيلة أمرهت أجفـــانَها -- بالدمع لمَّا فــــــارقت أوطــــانَها
وغدا بقلبك قــــــــادح من لوعة – لـــما رأيت دواثرا ديـــرانَــــــها
فلئن غدت بعدي يبـــــــابا مرتعا – لظبــــــائها تزجي بها خشفــانها
فقلد عــــــهدتُ بها أوانس خردا -- يخبأن من حـــــسن الثدي رمانها
لو كلَّمت أهل الهـــــــداية والتقى -- ردَّت إلى سُبــل الردى رهبــانها
إلى أن يقول :
يانفسُ مُرِّي بالمنـــازل واذكري --– ما قد عهدتِ من المنى أزمانها
أيـــــــام تونسني كــــــــرام فتية --- كــــــانت عبـــادة ربها ديدانها
من بين مـــــا حبر يجــــدد سنة --- للهــــــاشميِّ حـــديثها وقـــرانها
وأصـولها وفــــروعها ونصـــوصها --- وشــروحها آلاتها وبيـــانها
أو ســــــالك لذُرى الحقــــيقة لاحب --- حتى تمكَّن واستبــاح قَنانها
أو صــــــاحب لعنـــــاية ولجذبة --- نام المخـــاوف قد حبته أمانها
أمدادُهم من فيـــــض يمِّ إمامنا --- غوث الحــــقيقة، والشريعةَ زانها
الشيخ أحمدُ ذو المعـــــالي والندا --- راعي شريعة ربه مـــا خانها
فهدى الأنـــــام إلى الشريعة سهلة --- وأزاح عنها بعد ذا بهتـــانها
ووهت بطلـــــعته البدائع وامَّحت --- وأذلَّ مذهبـــها الردي وأهانها
وبه الشـــــريعة دعمَّت وتمهَّدت --- من بعد ما رام العـــداة هوانها
أهل البــــداية عنده تزكوا على --- أهل الكمـــــال فتزدهي عِرفانها
ويقول فيها :
وتبــارك الله العــــلي على الذي --- أولاه من سلس الخصال حسانها
وأمد مــــــولانا الكريمُ حيـــــاته --- وأذل أعـــــداء الفتى وأهــــانها
وافيتكم يا شــــــيخنا متطفلا --- لأنـــــــال من كل العـــلوم جُمـــانها
وأرُوضَ في فيــــض المحبة والفنا --- نهم البطــــون فأنثني ملآنها
وأنال من أخــــراي أقصى بغيتي --- وصلاح هاذي لا أنال هوانها
ثم الصلاة مع الســـــلام على الذي --- ختم الرسالة بعد ما قد صانها
.
ورجع بعد تلك الفترة إلى أهله ءائبا وغانما وقد جمع الله بين يديه علمي الشريعة والحقيقة فاستقر به الحال فيهم وتزوج من إحدى أرومات الفضل والمجد وهي السيدة الصالحة ءامنةُ بنت محمد (حمنِّ) بن محمذن بن أواه بن التاه بن أواه بن محمد اليدالي ورزقه الله منها ابنته الصالحة العابدة الحافظة لكتاب الله مريم رحمها الله
وظلت العلاقة بينه مع شيخه قائمة بعد ذهابه عن طريق المراسلات فنشأت بينها علاقة خاصة وصلة وثيقة تمثلت فيما بعد في المصاهرة والمساكنة حيث تزوج بعد عودته الثانية من السيدة الفاضلة والعابدة الصالحة والحافظة لكتاب الله عيشةَ بنت الشيخ أحمد أبو المعالي رحمها الله رزقه الله منها أبناء بررة وعلماء أفاضلَ متعنا الله بهم .
ليستقر بعد ذلك في حضرة شيخه في حاضرة "ءاكرج" الواقعة 18 كلم شرقي "مكطع لحجار"على طريق الأمل وقد أسند إليه الشيخ مهمة التدريس والقضاء والرسائل فكان يُدرِسُ إلى جانبه خاصة المتون التي صحبها معه ولم تكن معهودة عندهم قي نظامهم المحظري كبعض تآليف العلامة محمد مولود بن أحمد فال (آدَّ) رحمه الله ككفاف المُبتدي ونظم المطهرة ومأدُبة الأكل ونظم البرور وغيرها بالإضافة إلى الجامع بين التسهيل والخلاصة لابن بونه وبعض دواوين العرب كديوان الستة الشعراء وديوان غيلان ومقصورة ابن دُريد ونظم البدوي لعمود النسب والغزوات كما أدخل علم الحساب وجملة من المنظومات العلمية الغير معروفة هناك.
كان رحمه الله من أخصِّ الخاصة مع شيخه حيث كان يتولى جميع المهام المتعلقة بالمسائل الاجتماعية والرد على مسائل المريدين، فكان له دور سياسي وثقافي واجتماعي بارز عُرف رحمه الله بالعلم والصلاح والزهد والورع متصوفا جامعا بين علمي المعقول والمنقول كان شاعرا مُفلِقا مُجيدا إلا أنه كان مُقِلا في الشعر ولا يحب الاكثار منه ويقول "أنه صفة تطغى على غيرها من الصفات" وكان مرجعا في علم التاريخ والأنساب ضابطا وحافظا "وكان زاهدا متواضعا متقشفا ولم يمتلك مالا ولم يُورِّث غير الكتب."
درس عليه عدد كبير من العلماء الأجلاء، منهم أبناءه وأبناء شيخه وءاخرون غيرهم من مُختلف القبائل يضيق المقام عن حصرهم، مع أنه لم يتمكن من التمركز بصورة منتظمة في المحظرة للتدريس نتيجة لمشاغله الاجتماعية وقيامه بمهام شيخه وتمثيله له في مختلف القضايا العامة والخاصة في محيط القبيلة، إضافة إلى تنصيبه من طرف الحكومة الفرنسية باسم "مُصلح" في سنة 1957م وتوليه القضاء بعد ذلك بشكل رسمي من طرف الدولة سنة 1964م إلى أن طلب التقاعد سنة 1974م، وظل على رغم تشعب المشاغل واختلافها ترد إليه النوازل المختلفة ويجيب عليها أجوبة كافية تنمُّ عن عمق البحث وتكشف عن ثراء المعرفة والضبط والاستيعاب، وبقي ارتباطه بشيخه إلى أن توفي الشيخ 1385هـ ،وبقي بعده في الحي إلى أن توفي.
كان من بين ما خلفه العلامة زين رحمه الله من التآليف تعليق على تكميل المنهج لمياره الفاسي، وشرح لنطم محمد العافب الجكني للرسم والضبط، وتأليف في الرد على معية الذات، وطرة على الكوكب الساطع في الأصول، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الفتاوي شملت أغلب المسائل الفقهية والعَقَدِية ناهزت السبعين.
وعمَّا تبقى من حميـد خِصاله == أرى الصمت أولى بي من أن أتكـلما
فما لم أقله فليُقس، رمل عالج == يحاول مُحصيه الصعود إلى السما
على أنَّ مــــا فيه من الخير كـله == تجــسَّد في أبنـــــــائه وتجـسَّما
فلقـــــَّـاه مولاه ســـــرورا وغِبــــــظة == وزاد بنيــــه رِفـــعة وتقـدُّما
.
وبعد عمر حافل بالأخذ والعطاء توفي رحمه الله عن عمر ناهز الثمانين في 17 من رجب 1396 هـ الموافق يونيو 1978م بعد أداء صلاة العِشاء ليلة الجمعة في حاضرة "ءَاكْرَجْ" ودُفن في جوار شيخه الشيخ احمد أبي المعالي رحمهما الله تعالى ونفعنا بعلمهم وبركتهم وجازهما الله خيرا عن الإسلام والمسلمين، يقول العلامة أحمدو بن التاه بن حمينَّ حفظه الله في رثائه والتأريخ لوفاته:
في ليلة الجمعة (زَيُّ) رجَب == (شَوْقُ رَضٍ) ذهابُ بدر الغيهب
زينِ الزمـــان فردِه المحبــــوبِ == نجـــل محمد ابنم المحبــوبي
من بعد ما صلى العشا الأخيره == لدى مصلى الحضرة المنيره
حضرة شيــــخنا أبي المعـــالي == أحمد صـــاحب المقام العالي
و بعد مــا صلَّى النـــــوافل التي == قد كــــان يعهد بكــل ليلة
هذا ولا أحتــــــاج ان أقــــولا == قد جمع المنقــــول والمعقولا
وصنف المصنفـــات وزوي == من علمه البـادي روي والقروي
ومـــــع ذا أبلغ في مجــــال == تصـــــ،ـوف مبــــالغ الرجـــال
جـــــاهد نفسه إلى أن وصلا == إلى مقـــام نـــــادر أن يوصلا
صدَّ عن الدنا بقلب طـــــاهر == ملازما مامــــورها في الظاهر
وكان مُدمنا على الصـــلاة == والعدل والإحســـــان والصِّـلات
والطهر مع تـــــلاوة القــــرءان == مــــع التـدبر بكــــــل ءان
"وخشــــــية وسهر الليــالي == والصـــمت والفكرة وهو خال"
والعمر (طاع) فيه خالف البشر == ولفَّ فعل الخـــير فيه ونشر
وفي جــــــوار شيخه بعد نزل == رضي عنهما إلــهنا الأجــل
ربِّ بذيــــن أمِّـنْ أهـــــــلَ البلدِ == من شــرِّ كـــــل والد وولد
وقـــــهمُ شـــــرور كل عـــام == وعـــمَّـهم بالفضل والانعـــام
بارك لنا يارب في كل الخلف == واصبب رضى ورحمة على السلف
وصلِّ أكمــــل الصــــلاة وأتمْ == على النبي في مبدإ ومختتم
.
ويقول الأستاذ الدكتور محمدن ولد سيد محمد ولد حمينَّ في زيارته وزيارة شيخه الشيخ أحمد أبي المعالي رضي الله عنهم:
سقى الله قبر الشيخ أحمدَ من ودقِ == سحائب ليست ذاتَ رعد ولا برقِ
وقبرا لقطب الــــدهر زين زماننا == ووالدِنا الشمسِ المضيئةِ في الأفقِ
فإنهما كانا شمــــــوس هداية == لمن ضلَّ في ليل الغــــــــواية والفسقِ
وكـــــانا لهذا الخلق نبــراسَ حكمة == وهديا لخـــلق الله بالحق والرزقِ
أزورهُما والحـــاج في النفس مضمر == ويعلم ما أُبدي العليـم وما أُبقي
وصلىَّ على الهـــادي الكــــريم وءاله == وسلَّم مـا غنــَّت مُغنية الـوُرقِ
.
وقد رثاه عدة علماء وشعراء من أهله وغيرهم نذكر منها مرثية العلامة الأديب المؤرخ المختار بن حامد رحمه الله التي يقول فيها:
لك الحــــمدُ إذْ أبقيتَ من بعد زيننَا == وجـــــلدةَ بينَ الأنف منا وعينِنَا
ومن كـــــان للدين الحنـيف وأخته == عِمــــــادا ورُكنا في متَانا وأينِنَا
عيــــالم دين بيننا ينهلـــوننا == من العـلم والإصــــــلاح في ذات بيننَا
أوداء "محبــوبين" فينا شفــــاؤنا == لقــــائهم لـــــو كــان ذات زميننَا
ونـــــالم من منـــآهم ونواهم == كمـــا من نـــــوانا يـــــالمون وبيننَا
ومن قــــــال منا غـير ذلك إنما == تقـــوَّل "دَهْدَ رَيْــــــنِنَا ســعْدُ قيْنِنَا"
نــــرى ودهم دينا علينا قضـــــاؤه == أهمَّ علــــينا من ملايـــين ديننَا
محبـَّـتهم نحيا عليها على المدى == نحينُ عليـــــها إن أتى حَيْن حَيْنِنَا
ونسكتُ عن تعيــين أسمائهم لما == نخاف عليــــهم من إصابة عينـنَا
ســــوى قولنا أبنــاء عم وإخوة == ولا تنسَ مهــمى تنسَ أبناء "زيننَا"
سلام عليهم والصـــــلاة على الذي == نُـــصرنا به في بدرنا وحُـنيننَا
.
.
ورحم الله السلف وبارك في الخلف ونفعنا الله ببركتهم أجمعين.
بقلم التاه بن اليدالي بن التاه بن حمينَّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقابلة مع الشيخين الجليلين الشيخ العلامة المؤرخ محمد بن زين بن المحبوبي حفظه الله والشيخ العلامة أحمدو بن التاه بن حمينَّ مدَّ الله في عمره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق