الأحد، 1 مارس 2020

من رجالات القبيلة المعدودين.

في مثل هذا اليوم 18 فبراير 1987، فقدنا الرجل الشهم الكريم المتواضع أحمد بزيد بن إمام رحمه الله، كان الفقيد من أكرم الناس وأكثرهم تحملا، وقد حدثني الثقات ممن خبِروه عن قرب أنه كان ممن يتولى الشأن العام دون إرجاعه للجماعة، فكان يقوم بالأمر وحده ما استطاع دون حتى الإعلام به!
وكل من عرفوه عرفوا عنه الشهامة والكرم الحاتمي والنخوة وعزة النفس، والاعتناء بالضعاف والمساكين، فكان في ماله وجهده حق معلوم للسائل والمحروم، كل ذلك على تواضع عجيب وابتعاد عن حظوظ النفس وتحكم فيها،
وقد مدحه الكثير من الفضلاء مثل العلامة محمدن ولد المختار ولد حامدٌ والأديب الكبير الطيب ولد ديدي رحم الله الجميع. وقد رأى مرة ورقة فيها بعض مدحه فقام بتمزيقها ونهى الكاتب عن نقلها تواضعاً وحرصا على الإخلاص وألا تكون أعماله من أجل الرياء أو الذكر في هذه الدنيا..
وقد عُرف رحمه الله بصدقات السر، فكان يروح على المساكين والمتعففين ويغدو عليهم بالصدقات والإعانات دون أن يشعر أحد.
...
واذْكًرْ أبا زيدَ مَنْ أبْقى فضائلَ ما *** غابتْ وذِكْراً جميلاً بَعْدُ ما غابا
والناسُ مِنْ يَدِه والقَوْلِ قدْ سَلِموا *** ما كانَ بازَيْدُ بَهَّاتاً ومُغْتابا..

رحمه الله وغفر له وجعل الجنة مثواه إنه كريم عفو غفور، وبارك في عقبه.

الخط العربي، وذرى المرحوم أحمد ولد اباه ولد إمام رحمه الله



بمناسبة أسبوع التدوين بخط اليد، نتذكر الخطاط، ابن مقلة زمانه، وفتى دهره وأوانه، الأديب الأريب أحمد بن محمد بن إمام اليدالي رحمه الله تعالى.. فقد اشتهر بكتابة الكتب الكثيرة وحفظها، وله مكتبة مخطوطة من أغنى المكتبات في المنطقة، جزاه الله خيرا عن العلوم والمعارف في هذه البلاد وجعل ذلك في ميزان حسناته إنه سميع مجيب.


الاثنين، 28 أغسطس 2017

مشاعرة نادرة!



يسر موقع أخبار انيفرار أن ينشر مساجلة شعرية نادرة بين الشيخين محمذن بن سيد الأمين بن إمام اليدالي و يعقوب بن عبداللطيف بن الشيخ أحمد الفاضل رحمة الله عليهما وقد بدأها مـحـمذن بقوله:
إلى يعقوبَ من أسنى السلامِ *** ســــلامٌ لا يُعـــَـــبَّرُ بالكــلامِ
سلامٌ أصْطـــــــفيه كما اصطفاه *** حوى المأثورَ من نفي الملامِ
فأجابه يعقوب بقوله:
يَؤمُّ محــــمذا بيـــن الأنام *** سلامى نعم مأموم السلامِ
ولست أقول مأموماً ولكن *** إمــــامٌ مـــن إمــامٍ من إمامِ
أئــــمةُ دينـــنا أنتمْ وأنتمْ *** لدى الفــتوى مصابيحُ الظلامِ
أدام الله نعـــمته علــيكم *** ولا زالت تـــــزيد على التمام.

المــــصــــدر

الأحد، 20 أغسطس 2017

شوارق الأنوار للعلامة زين العابدين بن اجّمد اليدالي



زدانت المكتبة الإسلامية بتحقيق جديد لبديعية العلامة زين العابدين بن اجّمد اليدالي (ت 1358هـ) رحمه الله في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قام به الأستاذ نعمان محمد المختار الجزائري وخرج بعنوان "شوارق الانوار في مدح النبي المختار".
و تعنى قصيدة بن اجمد إضافة إلى المديح النبوي الشريف بتوظيف كبير للمحسنات البديعية حيث تحتوي جميع أبياتها على محسنات لفظية ومعنوية، وقد شرحها المؤلف شرحا وافيا مقارنا لها بست بديعيات أخرى تشمل : 1- بديعية صفي الدين الحلي.
2- بديعية التقي بن حجة.
3 بديعية عز الدين الموصلي.
4بديعية عائشة الباعونية.
5 بديعيتا عبد الغني النابلسي.
وقد بلغ عدد أبيات هذه القصيدة المذكورة مائة وخمسة وعشرين بيتا ، وقدّم لتحقيقها الأستاذ زين بن سيدي بن اجمد والدكتورالتاه بن اجمد ، كما قرظها عدد من الأساتذة والقضاة مثل الأستاذ الإعلامي محمد ولد أباه بن إمام حيث قال:
نظم المدائحِ حِلْيةُ الأشعارِ** في خيرِ من برَأَ الإلهُ الباري
ومديحُه من خير ما صُرفتْ له**هممُ البيان وثاقبُ الأفكارِ
لم توفِهِ الشعراءُ مدحاَ حقَّه** في حالَي الإقلال والإكثارِ
وشوارقُ الأنوار في طيّاتِها**للْمُظْلِمات شوارق الأنوار
راءتْ برؤيتها العيونُ كفافَها**فهي الكفاف وقرّةُ الأبصارِ
الرابط هنــــــــــــ

طريفة


قال أحمد سالم بن باكا في كِتابِهِ عنْ تاريخِ إمارةِ الترارزة :
 يُروى أن بني يعْقوبَ حَثُّوا شاعرَهمْ (مولود بن أحمد الجواد) على مُنافحَةِ بني ديْمان في المُهاجاةِ التي كانت بينهم وذلك في القرنِ الثاني عشر الهجري، فقالَ لهمْ: 
 "ماكنتُ لأتَعَرَّضَ لقومٍ شاعرُهمْ يلعب (هيبْ) في شعره يقصد ألُمَّا بنَ المصطفى بن محم سعيد ومشيراً إلى بيته:
فصرْنا مِنْ حِرابَتِهمْ حَيارى.. كأحوالِ المدور به بهيبِ.
لأنَّ مَنْ مزَجَ كلمة "به" بكلمة "بهيب" الواردتينِ في البيت يكونُ كلاعبِ هيب في قوله "هيب هيبْ".
وأغْرى بنو ديمان شاعِرَهمْ أَلُمَّا بن المصطفى على التعرض لبني يعقوبَ وكفاحِهمْ فقال:
 "إني لا أوجِّهُ الهجاءَ لقومٍ شاعرُهمْ (يُدَنْدِنُ) في شعره، يعني بشاعرهم (مولود بن أحمد الجواد) ويقصد قوله في قصيدته المرجانية:
"... إنْ لمْ يَدِنْ دانَهْ"..
وهذا إعْجابٌ من كلِّ واحدٍ من الشاعِرَيْنِ بالآخر وتنبيه كل منهما لقبيلَتِه على بلاغةِ شاعر الآخرين.
ومن غريبِ الاتفاق أنه لا علمَ لواحد منهما بما جرى بينَ الآخر معَ قومِه.
انتهى منه بنصه.