الأحد، 20 أغسطس 2017

طريفة


قال أحمد سالم بن باكا في كِتابِهِ عنْ تاريخِ إمارةِ الترارزة :
 يُروى أن بني يعْقوبَ حَثُّوا شاعرَهمْ (مولود بن أحمد الجواد) على مُنافحَةِ بني ديْمان في المُهاجاةِ التي كانت بينهم وذلك في القرنِ الثاني عشر الهجري، فقالَ لهمْ: 
 "ماكنتُ لأتَعَرَّضَ لقومٍ شاعرُهمْ يلعب (هيبْ) في شعره يقصد ألُمَّا بنَ المصطفى بن محم سعيد ومشيراً إلى بيته:
فصرْنا مِنْ حِرابَتِهمْ حَيارى.. كأحوالِ المدور به بهيبِ.
لأنَّ مَنْ مزَجَ كلمة "به" بكلمة "بهيب" الواردتينِ في البيت يكونُ كلاعبِ هيب في قوله "هيب هيبْ".
وأغْرى بنو ديمان شاعِرَهمْ أَلُمَّا بن المصطفى على التعرض لبني يعقوبَ وكفاحِهمْ فقال:
 "إني لا أوجِّهُ الهجاءَ لقومٍ شاعرُهمْ (يُدَنْدِنُ) في شعره، يعني بشاعرهم (مولود بن أحمد الجواد) ويقصد قوله في قصيدته المرجانية:
"... إنْ لمْ يَدِنْ دانَهْ"..
وهذا إعْجابٌ من كلِّ واحدٍ من الشاعِرَيْنِ بالآخر وتنبيه كل منهما لقبيلَتِه على بلاغةِ شاعر الآخرين.
ومن غريبِ الاتفاق أنه لا علمَ لواحد منهما بما جرى بينَ الآخر معَ قومِه.
انتهى منه بنصه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق