قال أحمد سالم بن باگا في كِتابِهِ عنْ تاريخِ إمارةِ الترارزة :
يُروى أن بني يعْقوبَ حَثُّوا شاعرَهمْ (مولود بن أحمد الجواد) على مُنافحَةِ بني ديْمان في المُهاجاةِ التي كانت بينهم وذلك في القرنِ الثاني عشر الهجري، فقالَ لهمْ:
"ماكنتُ لأتَعَرَّضَ لقومٍ شاعرُهمْ يلعب (هيبْ) في شعره يقصد ألُمَّا بن المصطفى بن محم سعيد ومشيراً إلى بيته:
فصرْنا مِنْ حِرابَتِهمْ حَيارى.. كأحوالِ المدور به بهيبِ.
لأنَّ مَنْ مزَجَ كلمة "به" بكلمة "بهيب" الواردتينِ في البيت يكونُ كلاعبِ هيب في قوله "هيب هيبْ".
وأغْرى بنو ديمان شاعِرَهمْ أَلُمَّا بن المصطفى على التعرض لبني يعقوبَ وكفاحِهمْ فقال:
"إني لا أوجِّهُ الهجاءَ لقومٍ شاعرُهمْ (يُدَنْدِنُ) في شعره، يعني بشاعرهم (مولود بن أحمد الجواد) ويقصد قوله في قصيدته المرجانية:
"... إنْ لمْ يَدِنْ دانَهْ"..
وهذا إعْجابٌ من كلِّ واحدٍ من الشاعِرَيْنِ بالآخر وتنبيه كل منهما لقبيلَتِه على بلاغةِ شاعر الآخرين.
ومن غريبِ الاتفاق أنه لا علمَ لواحد منهما بما جرى بينَ الآخر معَ قومِه.
انتهى منه بنصه.
والقصيدتان كالآتي:
يقول ألُمَّا بن المصطفى بن محم سعيد:
شغلت عن التشاغل بالنسيب * لما قد مسّ قومي من لغوب
لقد ضاقت بما رحبت علينا * لفرط الخوف أرجاء الجبوب
فصرنا من حرابتهم حيارى * على حال المدور به بـ "هيبِ"
نسير السير آناء الليالي * ونكمن في النهار إلى الغروب
فمن ثقفوا مِنَا بزّوه سوقا * مع التعنيف كالعبد الجليب
وما درسوا من العشرين شيئا * أراهم غير أوصاف السلوب
فيا لَـ الشيخ أعمر يا لهدّي * ويا لَـسِيرَ حيدرة الحروب
ويا لَسليل بنيوگ المعلى * ويالَـ الجيّد النزه الضروب
ويا لسليل أحمد يا براما * ويا لهزبر عبّلَ الحبيب
لنا من أي أهوال لقينا * تشيب الطفل من قبل المشيب
وقد كانوا لنا حصنا حصينا * ملاذا للطريد وللغريب
غدا دامان بعدهم لهيبا * ونحن خشاش هاذاك اللهيب
نعامة سيد كنا فصرنا * كشاة بين عرجاء وذيب
فقولوا لي من أين يرى دواء * إذا ما الداء جاء من الطبيب
تعين رفض دامان علينا * ينافي الرشد إمساك المعيب
أأمنا بعدما أخذوا جهارا * سفين ابن الأمين ابن النجيب
عماد الدين علام الزوايا * ثمال عند إلمام الخطوب
إلهي لا تجازيهم مآلا * ولا حالا بمكرهم الأنيب
وعاملهم بحلمك واغف عنهم * لهم باب الندامة والتؤوب
لعلهم كحالهم يعودوا * فيلتئم الحبيب مع الحبيب
يُروى أن بني يعْقوبَ حَثُّوا شاعرَهمْ (مولود بن أحمد الجواد) على مُنافحَةِ بني ديْمان في المُهاجاةِ التي كانت بينهم وذلك في القرنِ الثاني عشر الهجري، فقالَ لهمْ:
"ماكنتُ لأتَعَرَّضَ لقومٍ شاعرُهمْ يلعب (هيبْ) في شعره يقصد ألُمَّا بن المصطفى بن محم سعيد ومشيراً إلى بيته:
فصرْنا مِنْ حِرابَتِهمْ حَيارى.. كأحوالِ المدور به بهيبِ.
لأنَّ مَنْ مزَجَ كلمة "به" بكلمة "بهيب" الواردتينِ في البيت يكونُ كلاعبِ هيب في قوله "هيب هيبْ".
وأغْرى بنو ديمان شاعِرَهمْ أَلُمَّا بن المصطفى على التعرض لبني يعقوبَ وكفاحِهمْ فقال:
"إني لا أوجِّهُ الهجاءَ لقومٍ شاعرُهمْ (يُدَنْدِنُ) في شعره، يعني بشاعرهم (مولود بن أحمد الجواد) ويقصد قوله في قصيدته المرجانية:
"... إنْ لمْ يَدِنْ دانَهْ"..
وهذا إعْجابٌ من كلِّ واحدٍ من الشاعِرَيْنِ بالآخر وتنبيه كل منهما لقبيلَتِه على بلاغةِ شاعر الآخرين.
ومن غريبِ الاتفاق أنه لا علمَ لواحد منهما بما جرى بينَ الآخر معَ قومِه.
انتهى منه بنصه.
والقصيدتان كالآتي:
يقول ألُمَّا بن المصطفى بن محم سعيد:
شغلت عن التشاغل بالنسيب * لما قد مسّ قومي من لغوب
لقد ضاقت بما رحبت علينا * لفرط الخوف أرجاء الجبوب
فصرنا من حرابتهم حيارى * على حال المدور به بـ "هيبِ"
نسير السير آناء الليالي * ونكمن في النهار إلى الغروب
فمن ثقفوا مِنَا بزّوه سوقا * مع التعنيف كالعبد الجليب
وما درسوا من العشرين شيئا * أراهم غير أوصاف السلوب
فيا لَـ الشيخ أعمر يا لهدّي * ويا لَـسِيرَ حيدرة الحروب
ويا لَسليل بنيوگ المعلى * ويالَـ الجيّد النزه الضروب
ويا لسليل أحمد يا براما * ويا لهزبر عبّلَ الحبيب
لنا من أي أهوال لقينا * تشيب الطفل من قبل المشيب
وقد كانوا لنا حصنا حصينا * ملاذا للطريد وللغريب
غدا دامان بعدهم لهيبا * ونحن خشاش هاذاك اللهيب
نعامة سيد كنا فصرنا * كشاة بين عرجاء وذيب
فقولوا لي من أين يرى دواء * إذا ما الداء جاء من الطبيب
تعين رفض دامان علينا * ينافي الرشد إمساك المعيب
أأمنا بعدما أخذوا جهارا * سفين ابن الأمين ابن النجيب
عماد الدين علام الزوايا * ثمال عند إلمام الخطوب
إلهي لا تجازيهم مآلا * ولا حالا بمكرهم الأنيب
وعاملهم بحلمك واغف عنهم * لهم باب الندامة والتؤوب
لعلهم كحالهم يعودوا * فيلتئم الحبيب مع الحبيب
ويقول مولود بن أحمد الجواد:
أزْكى صلاةٍ وتسليمٍ على قمرٍ .. بدرٍ بهِ قدْ أنار اللهُ أكوانَهْ
أزكى صلاةٍ وتسليمٍ كذاك على .. خَيرٍ قد اختارَهُ الرحمنُ عِبدانَهْ
يا ربّ صلّ عليهِ دائماً أبداً .. ما حلّ أعراض هذا الكون أعيانَهْ
من أي مَرجان ربّ العرش مَرجانه .. تبدو لعينيك في تركيب إنسانهْ
أمْسى بها القلْبُ مَفتُوناً وكان أبي .. على الفواتنِ لم تَفْتِنْهُ فتَّانَهْ
لمَّا بَدَتْ تَتَهادَى في خرائدِها .. تَثْنى مَعاطِفَها خُرْعُوبَةُ البانَهْ
قالوا أشمساً نرى تمشى فقلتُ لهمْ .. تَرَوْنَ إنسانةً كالشمسِ حُسّانهْ
لها مصائدُ تُصمى منْ مَحاسِنِها .. تَصيدُها الصِّيدَ لا هَيْقاً وبَيْدانهْ
تَرنُو إليك بمغْضوضٍ كما نظرتْ .. مَزْؤودةٍ أمُّ ساجى الطررْفِ جَيْدانهْ
تَرى الدّماليجَ منها والبُرى بقَنىً .. خَدَلّجٍ مالئٍ للعينِ مَلْئانهْ
تَنُوءُ لأياً بدِعْص كادَ يُقعِدُها .. ما ضَرَّهُ إنه رِدْفٌ لِخُمْصانهْ
ما ساقطتْكَ حديثاً ساقطتكَ بهِ .. أبْصارُنا تَحسُدُ الأَسْماعَ صَيدانْه
لمَّا رأتنيَ منْ فرْطِ الغرامِ بها .. بعدَ ارْعوائِي عَميدَ القلْبِ حَيْرانْه
قالت أحافرة منْ بعدِ زاجِرةٍ .. منْ عِلمِ ما شان ذا التقوى وما زانهْ
فقلْتُ لا تَعجبي منَ أمرِ خالقنا .. أتَعجبينَ منَ أمرِ اللهِ سبحانهْ
أكان للناسِ يا للمُرْتَضى عجباً ... إدْمانُ تَهيامِ مَشغوف بإدْمانهْ
تأبى على ذي النُّهى أنْ يَرْعَوِي ذِكرٌ .. تَرُدُّ إبَّانَ غَيرِ الجهل إبَّانهْ
أما تراهُ مَتى يَمْرُرْ دِيارَهُمُ .. هاجَتْ عليهِ دِيارُ الحيّ أحْرانهْ
قالتْ فسبْحان فَعَّالٍ بلا غَرَضٍ .. لِمَا يُرِيدُ بنا قُلْنا وسُعْدَانهْ
قالت فهل لكَ في حُسْنِ التَّخلُّصِ منْ ..ما دانَ قَيْسٌ إلى ما المصطفى دانهْ
فقُلْتُ فيهِ أشَدُّ الهلِّ لِي وَلِمَنْ .. لم يَعلمِ اللهُ قبلَ الكونِ خِذلانه
إني رَضيتُ به دِيناً عَسايَ بهِ .. غَداً أُجاوِرُ في الفرْدَوْسِ رِضوانه
دِينٌ حَنيفٌ مَحا المَاحي بهِ وعفا .. آثارَ منْ كان في خُسْرٍ وأدْيانْه
دِينٌ لهُ جَعلَ اللهُ الحيا خُلُقاً .. به كسى أوْلياَء الله أزْيانهْ
دِينٌ يَزِينُ لمنْ يعتاضُ زِينتَهُ .. منْ غيْرِهِ شانُه اللَّذْ غيرُهُ شانهْ
دِينٌ هو الدّينُ يخْزي ذو بَطالتهِ .. أحبارَ دِينٍ يُنافيهِ وَرُهبانْه
دِينٌ سَيَسْبِقُ مَنْ قدْ كان سَاوَعَ من .. مُسْتأجَرِيهِ الذي منْ غيرِهم سانه
دينٌ شرٍيفُ أتانا منْ سعادِتنا .. آتٍ بهِ حَمدَ الكوْنانِ إتيانهْ
محمدٌ خيرُ مَبعوثٍ أقامَ على .. ما يَدّعيهِ مِنَ أمرِ اللهِ برْهانهْ
وخيرُ منْ قد نفَتْ عنهُ أمانتهُ .. وصِدْقُهُ الكذبَ والكتمانَ والخانهْ
وخيرُ طاعٍ لمنْ لم يَعْصِ طاعتهُ .. وخيرُ خاشٍ لمنْ يخشاهُ خِشيانهْ
وخيرُ منْ محضَ المَوْلى عِبادتهُ .. وخيرُ منْ دانَ دِينَ اللهِ دَيَّانهْ
وخيرُ منْ رَحِمَ الموْلى العبادَ به .. وخيرُ منْ عَرَفَ المولى عِرِفَّانه
وخيرُ داعِ سَقى منْ لم يُجِبْهُ إلى .. هُدَاهُ عَلْقَمَ إصْغارٍ وذيفانهْ
وخيرُ منْ شامَ للهِ السُّيوفَ ومنْ .. نمى القُتُودَ على وجْناَء عَيْرانه
وخيرُ مَنْ أمِنَ الإسلامُ بيضتُهُ .. أمْناً بهِ صوْلةَ العادى وسُلْطانه
وخَيرُ مَن فيْضَ المولى لِشَانِئهِ .. ما كان قُوّضَ منْ مغناهُ بُنيانهْ
وخيرُ منْ حَمدَ اللاقِيهِ ذا تَرَبٍ .. لِقْيانهُ حَمْدَ ذي الإتْرابِ عِقْيانه
يا منْ إذا حُسِدَ المِضيافُ طِيب قرى .. ضِيفانهِ حَسَد المِضْيافُ ضِيفانه
ومنْ إذا أخلَفَ الناسَ النُّجومُ يكنْ .. لِلناسِ غيْثاً هَزِيمَ الوَدْقِ هَتَّانهْ
ومنْ إذا عامُ تَحْرِيجٍ يكونُ يكنْ .. جَدًى يَعُمُّ الورى غَوْطاً وحَوْمانه
ومنْ يَصُدّ عنِ الدُّنيا ولوْ برَزتْ .. في زِيّ عَذراَء تُصبى القلْب مُزدانه
ومنْ أرى أجْبُلَ الإذهابِ إذ عُرِضت .. عليهِ كيفَ يَعافُ العِفُّ ذُهبانه
ومَنْ أَوَدُّ بأن ألقى على أوَدِى .. حَتى مَ لم تتفقْ لي منك لِقْيانه
يا نُونُ يا نورُ يا بشرَى المسيحِ لنا .. يا رَوْحَ منْ كان ذا رَوْح وريحانه
لو كان ذا الكوْنُ إنسانا لكنتَ له .. طرْفا ولو كان طرْفا كنتَ إنسانه
أنتَ الذي طهَّرَ الرحمنُ أزْرَتَهُ .. وَجَيْبَهُ وحشاياهُ وأرْدانه
أنتَ الطهُورُ بك القدُّوسُ طهّر من .. أرْجاسِ دين سوى الإسلام تِربانهْ
أنتَ السراجُ المنيرُ اللَّذْ أنارَ بهِ .. نورُ السّمواتِ والأرْضينَ أكوانهْ
أنْتَ الذي رَجح الخيراتُ إذ وُزِنَتْ .. بكَ الخلائقُ عندَ الوضع مِيزَانه
أنتَ الذي طاعةُ الرحمنِ طاعتُهُ .. فكان عِصْيانُهُ إذ ذاك عِصيانهْ
أنتَ الذي أزْلف الوالي الجنانَ لمن .. والى وأبْرَز للعادِيِه نِيرانه
أنتَ الذي خصّهُ الموْلى سُراهُ به .. لَيْلاً كما خصهُ بالعينِ رُؤيانهْ
إذ باتَ يخترِقُ السبعَ البُرَاقُ به .. كالبرْقِ مُتّخذاً فيهنّ مَيدانهْ
فنال فوق السمواتِ العُلى دَرجاً .. منْ قابِ قَوْسين ما شان امرؤٌ شانه
لك الكراماتُ والآي التي تُ . عَقْلَ الأنامِ إنائيهِ وذُكرانه
كتابٌ انْزِلَ للإِعجازِ مُلُهُ .. مِنَ الأباطيلِ والتَّحرِيفِ قد صانه
نورٌ مبينٌ عليكَ اللهُ أنزلهُ .. فُرْقَانَ ما كان منْ شيءٍ وتبيانه
يَهدي الإلهُ بهِ سُبْلَ السلامةِ مَنْ .. قد كان يتبعُ بالإيمانِ رِضوانه
عنى المَصاقعُ أرْبابُ اللسانِ لهُ .. وأذعنوا عَنْوَ إفْحامٍ وإذعانه
بسُؤدِكَ السُّودُ والحُمْرانُ قد شَهدوا .. ضَبٌّ وظبْيٌّ وثُعبانٌ وسِيدانه
والبدْرُ إذ شُقّ والبْيضاءُ إذ حُبسَتْ .. حتى لقد حَسِبُوا يوما أصَيلانه
والجذعُ إذ حَنَّ سَجْعَ النيْب من ولهٍ .. لَوْلا النزامُكهُ لم يَقْضِ تَحْنانه
والجذل إذ صارَ عَضْباً لم يكلَّ ولم .. يَقنْهُ قَيْن ولم يمسسْهُ سَوْهانه
وكفُّهُ إذ سَقَتْ ألفاً وإذ هَزَمَتْ ... ألفاً وإذ وَهبتْ ألفاً وَرِعْيانه
كفٌّ تمرُّ على ضَرْعٍ فيُحْسِبُ مَنْ ... تبغيهُمُ حَلَباً منْ غيرِ حِلْبانه
مَنّانةٌ واكفُ المُزْنِ حارِدةٌ ... ولا تَراها بمنَينا بمَنَّانهْ
فكم أنالتْ غِنى الدارَينِ وافدَها ... وكم أزاحَتْ عنِ المَفْتُونِ شيطانه
أكرِمْ بها رُفعتْ عن شَبْعةٍ وضِعت ... فيها الأكفُّ ألوفاً وهيَ شَبعَانه
صاعٌ يزِيدُ على الإنفاقِ منهُ تَرى ... ما جَرّ نُقْصَانُهُ ما جَرَّ زَيدانه
وباركتْ كفُّهُ عَجراَء ذاوِيةَ ... تَهتزُّ منْ حِينِها خَضراَء فينانه
عَيدانةٌ قَعدَتْ في الجوّ قاعدةً ... تؤتيهمُ أُكلَها شيشاً وحُلْقانه
إبانُ رُؤيَتها في الأرْضِ مُثمرةً ... إبَّانُ رُؤيتها في الجوّ صَوْجانه
للهِ للهِ ما قد أسْمَعَتْ وأرتْ ... فَتاةَ سَعْدٍ منَ الآياتِ سِنْدانه
لوْ لم تكنْ منهُ آياتٌ لأخبرَ عنْ ... ما حلَّ إسرارهُ ما حلَّ إعلانه
ضِياءٌ وجهٍ يُرى ضَوَء المُضيءٍ دُجىً ... ودُرُّ لفظٍ يُرى حَصْباَء مَرْجانه
نَفْسٌ مُطهرةٌ من كلّ مَنقصةٍ ... عن اهتمامٍ بغيرِ اللهِ مُصْطانه
نفْسٌ إذا اكتربت نفْسٌ بما اكتسبت ... كانت بما كسبت في الله فرْحانه
نَفيٌ لفاقِرَةٍ هَدْىٌ لحائرَةٍ ... شَمْسٌ لناظرةٍ لِلأَنف رَيْحانه
تكتَانُ حِرْصاً علينا أن نصيبَ خَناً ... إذا النفوسُ على ما فاتَ مُكتانه
كم ضاربٍ طاعنٍ رامٍ أخي ثقةٍ ... بالمشرَفيّ وبالخطيّ والقانه
تيسي جَعارِ وعيثِي إنها لَمُنىً ... تُرى المُمنى ثِقَاةً أخون الخانه
ما راَء طلعتهُ ضِرغامُ مأسدةٍ ... إلا استحلَ بنصرِ اللهِ قمنانه
سائلْ رُكانةَ إذ لاقى النبيَّ على ... وحْدَيهما أينَ منهُ ظنَّ أركانه
وسلْ تميما وسلْ قَيْساً ومن مكثوا ... بمكةٍ وأناساً بالجِعرّانه
وسلْ رَبيعةَ أو سَلْ اختها مُضراً ... لُقْيان منْ وَجدَ اللاقُوُهُ لُقيانه
لُقيانُ مَنْ إنْ رأتهُ في مَوَاطِنِها ... أسْدُ المواطنِ حاصَتْ حَيْصةَ العانهْ
سَلِ المقوْقِسَ إذ أهدى إليه وسَلْ ... دارَا وسلْ كلّ إقليمٍ ودِهُقانهْ
وسَلْ هِرَقْلَ وسلْ كِسرى ونُعْمَانه ... والمُوبَذَانَ لأيٍّ أمّ كهانهْ
إنَّ المُقوْقِسَ إذ أهْدى إليه لذو ... حَزْمٍ رأى إنه إن لم يَدِنْ دانه
كسرٌ لِكسرى أنُوشَرْوَانَ رُؤيتُهُ ... شَرْواهُ ليسَ بذي إيواءِ إيوانه
لمّا رأى الشُّرُفاتِ السَّاقطاتِ رأى ... حُدوثَ أمرٍ رأى ما راَء حِدثانه
وقد رأى المُوبَذَانُ الخيلَ قد وسَطت ... فرْسانُها وسَطتْ في الفرْسِ بُلدانه
للهِ عِلم أخي ذئبٍ غَداةَ غدا ... عَبدُ المسِيحِ له بَحْتَثّ بُعرانه
فهْوَ اسْتَحقّ إن العِلمُ استحق به ... حِلْوانَهُ كاهنٌ بالعلم حِلوانه
إذ أخبر القْومَ من أمرِ النبيّ بما ... يَدْرِيهِ من كان يدرِي الحق دَرْيانه
بأنّ مَوْلاهُ موليهُ خصائصَ لا ... تولى فسبحان مولاهُ ورَيْحانه
روى السيوطي في كبرى الخصائص عن ... طه عن الروح عن ذي العرش
سبحانه
لا يعرف اللهَ إلا اللهُ جَلَّ كما ... لا يعرفُ المصطفى إلاء عرفانَهْ
فمبلغ العلم فيه إنه بشرٌ ... ما كان خلق على ما كان ما كانَهْ
وإذ ذكرت رسول الله ممتدحاً ... فاذكر بخير ذوى الخيرات صحبانه
أولى الفضائل والتُّقى أُسُود وغى ... عند اللطام ترى خرفاناً أسدانه
البائعين نفيسات النفوس لمن ... لم يخش من باع منه النفسَ خسرانه
والواصلين لذي الإِسلام وأصلهم ... والهاجر بن لذي الكفران هجرانه
لمّا دَجى جُندُ هِندٍ كالدُّجَنّ جَلا ... أبو دُجانَةَ بالهِنْدِيّ أدْجانه
قومٌ تَرى ما لذاتِ الله همهمُ ... وهمُّ غيرهم مالٌ وقنيانه
همُ النجومُ التي ما ضرّ طالعها ... أن لم يكن برْجه ثوراً وسرطانه
من كلّ أرْوَعَ ذي نفس لمقتلها ... في الله تحت ظلال البيض حنّانه
يهز ذا شُطَبٍ ليست مضاربُهُ ... خوَّانةً وقناةً غيرَ خَمَّانه
برٌّ منيته في الله منيته ... يرى سلامة حزب الله موتانه
لا عيبَ في القوم إلا أن برهم ... ينسى الغريبَ أهاليه وأوطانهْ
أيديهم أخوات الوابلين لها ... خونٌ له يحقر التيميُّ إخوانه
أحلهم موطنَ العلياءِ دينهُمُ ... محلّهمْ منْ رياض القدسِ مِيطانهْ
كفاهمُ مجدا إن اللهَ ألزمهم ... سبحانه كِلْمةَ التّقوى كما بانهْ
كانوا أحق بها منْ غيرْهمْ فهُمُ ... كانوا بها عن عبادِ اللهِ خُصَّانهْ
فاللهُ فضَّلهمْ فضلاً وشرَّفهم ... بجعلهم حشمَ الهادي وأعوانه
ومنهمُ جعلَ الرحمنُ يالهُمُ ... أصهار أحمد أحماه وأختانه
منهم أبو بكر الصدّيقُ صاحبه ... فاديهِ بالنفْسِ والأموال مِعْوانه
من لم تكن طاعةُ الرحمن ديدنَهُ ... فإنما كان تَقْوَى الله ديدانه
ومنهمُ عمرُ الفارُوقُ فارِقُ ما ... بين الضلال وبين الحق فرْقانه
ومنهم الشيخ ذو النورين فاشدُبه ... مِلَء الفَما واتّخِذُ للشدوِ ألحانه
واذكرْ علياً ولا تغفل أبا حسنٍ ... ساقي كؤوسِ زؤامِ الموتِ أقرانه
ليثٌ تكونُ ليوث الأسدِ طُعْمتَهُ ... بحرٌ تكونُ بحور العلم نينانه
منْ كان من جسمه يبغي استراحتَهُ ... أتاه مستصحباً في الجيش جسمانه
من ذا الذي يُشحنُ العضبَ المهندَ مِن ... غِمْدٍ ويُشحنه في الهام إشحانه
وجدان طالبه إياه في رهج ... فِقْدانُهُ الرأسَ والأطرافَ والمانه
لا يَستحي وجهَ ليثٍ في مبارزةٍ ... لكنهُ يستحي إن خَرَّ خورانه
باهى به اللهُ جِبْرِيلاً وأرْسَلهُ ... ليلاً لِيكلأهُ حِفْظاً ويَصطانهْ
واذكرْ بني هاشمٍ عُمْرِ المَكارِم آ ... فاتِ المَلاطِمِ أُسْدِ اللهِ بيزانهْ
التَّرِكي جُثَثَ القَتْلى وإنْ جَسُمَتْ ... لا ذاتَ عُمْقٍ ولا طولا ولا وانهْ
يا مَنْ أرى المَدْحَ إلا مَدْحَهُ هَوساً ... يَحِقُّ وَسْواسُهُ للِمرْءِ بُهتانهْ
أُثْنى عليكَ على ما كان مِنّيَ كيْ ... ما يَمْأَنَ المرْءُ في خيرِ امرئ مانه
أحسنتُ شِعْراً ولا أنفكُّ شاعرَهُ ... لو كنْتُ أحسن زَفناً كنْتُ زَفّانه
أرْجو بمدْحِ شفيعِ العالَمينَ غداً ... عَفْوَ الإِلهِ وَرُحْماهُ وَغُفرانهْ
وأنْ يُثَبّتَ إيماني وَيجعلهُ ... إيمانَ منْ لا يُضيعُ اللهُ إيمانهْ
وأنْ أنالَ بهِ ما كان أصْغرُهُ ... حُورَ النَّعيمَ وطُوباهُ وَولدانه
وأنْ أكونَ خَليطَ الفائزينَ إذا ... ما المجرِمُ امتارَ عنهمْ ضائناً ضانه
ما قرَّبَ العبدُ للموْلى مدائحهُ ... إلا تَقْبّلَ منهُ اللهُ قُرْبانه
يا خَيرَ منْ أمّهُ جانٍ يَضُمُّ إلى ... جَناهُ من كِبرِ الآئامِ إدْمانه
هذا طريدُ جناياتٍ أنابَ إلى ... رَبٍّ يراهُ رَحيمَ الكونش رَحمانه
أتاكَ يا خيرَ منْ يؤتى لتُؤتيهُ ... مما يخافُ يأذنِ اللهِ إيمانهْ
أنْتَ المجيرُ الذي لا يُستباحُ له ... جارٌ إذا ما أباحَ الجارُ جيرانهْ
حامى الحُمَيَّا إذا يَحْمى الوطيسُ بنا ... عندَ اللقاءِ وخلاّ الخِلُّ خِلاَّنه
هذا وكم عَملٍ عِندي كلا عملٍ ... قَصَّرْت فيهِ ولم أُتِقْنْهُ إتقانه
فاقبلهُ رَبيَ واسْتْبدِلْ بهِ عملاً ... يُرْضيكَ ما ذامَهُ شَرْعٌ ولا ذانه
واسْتبدِلِ المُغدقاتِ المُثمراتِ لنا ... من كلّ قُلاَّمةٍ منهُ وبركانه
وإنني إن عدى العادون عدوَهُمُ ... علىَّ وارْتكبَ الطاغوتُ طُغْيانه
لمستجيرٌ برَبّ المصطفى وبه ... منهمْ ومنْ كلّ شيطانٍ وشيطانهْ
وكلِّ من كثّرَ الموْلى بأنْعُمهِ ... على ذوى أنعم الرحمانِ أضْغانه
فاللهُ يرْحَمُ بانيها ووالدَهُ ... وأُمّهُ ومُحبيهِ وَوُلدانه
واللهُ يحفظ قاريها وحافِظها ... وأُمَّهُ ومُجلّيهِ وإخوانهْ
وكلَّ مَنْ كان من أهلِ الوجودِ يَرى ... دِيوانَ سُنَّةِ خيْرِ الخلقِ دِيوانه
ثمّ الصلاةُ عليهِ والسَّلامُ معاً ... حتى تُرى تاركات الجسْم أكوانه
أزْكى صلاةٍ وتسليمٍ على قمرٍ .. بدرٍ بهِ قدْ أنار اللهُ أكوانَهْ
أزكى صلاةٍ وتسليمٍ كذاك على .. خَيرٍ قد اختارَهُ الرحمنُ عِبدانَهْ
يا ربّ صلّ عليهِ دائماً أبداً .. ما حلّ أعراض هذا الكون أعيانَهْ
من أي مَرجان ربّ العرش مَرجانه .. تبدو لعينيك في تركيب إنسانهْ
أمْسى بها القلْبُ مَفتُوناً وكان أبي .. على الفواتنِ لم تَفْتِنْهُ فتَّانَهْ
لمَّا بَدَتْ تَتَهادَى في خرائدِها .. تَثْنى مَعاطِفَها خُرْعُوبَةُ البانَهْ
قالوا أشمساً نرى تمشى فقلتُ لهمْ .. تَرَوْنَ إنسانةً كالشمسِ حُسّانهْ
لها مصائدُ تُصمى منْ مَحاسِنِها .. تَصيدُها الصِّيدَ لا هَيْقاً وبَيْدانهْ
تَرنُو إليك بمغْضوضٍ كما نظرتْ .. مَزْؤودةٍ أمُّ ساجى الطررْفِ جَيْدانهْ
تَرى الدّماليجَ منها والبُرى بقَنىً .. خَدَلّجٍ مالئٍ للعينِ مَلْئانهْ
تَنُوءُ لأياً بدِعْص كادَ يُقعِدُها .. ما ضَرَّهُ إنه رِدْفٌ لِخُمْصانهْ
ما ساقطتْكَ حديثاً ساقطتكَ بهِ .. أبْصارُنا تَحسُدُ الأَسْماعَ صَيدانْه
لمَّا رأتنيَ منْ فرْطِ الغرامِ بها .. بعدَ ارْعوائِي عَميدَ القلْبِ حَيْرانْه
قالت أحافرة منْ بعدِ زاجِرةٍ .. منْ عِلمِ ما شان ذا التقوى وما زانهْ
فقلْتُ لا تَعجبي منَ أمرِ خالقنا .. أتَعجبينَ منَ أمرِ اللهِ سبحانهْ
أكان للناسِ يا للمُرْتَضى عجباً ... إدْمانُ تَهيامِ مَشغوف بإدْمانهْ
تأبى على ذي النُّهى أنْ يَرْعَوِي ذِكرٌ .. تَرُدُّ إبَّانَ غَيرِ الجهل إبَّانهْ
أما تراهُ مَتى يَمْرُرْ دِيارَهُمُ .. هاجَتْ عليهِ دِيارُ الحيّ أحْرانهْ
قالتْ فسبْحان فَعَّالٍ بلا غَرَضٍ .. لِمَا يُرِيدُ بنا قُلْنا وسُعْدَانهْ
قالت فهل لكَ في حُسْنِ التَّخلُّصِ منْ ..ما دانَ قَيْسٌ إلى ما المصطفى دانهْ
فقُلْتُ فيهِ أشَدُّ الهلِّ لِي وَلِمَنْ .. لم يَعلمِ اللهُ قبلَ الكونِ خِذلانه
إني رَضيتُ به دِيناً عَسايَ بهِ .. غَداً أُجاوِرُ في الفرْدَوْسِ رِضوانه
دِينٌ حَنيفٌ مَحا المَاحي بهِ وعفا .. آثارَ منْ كان في خُسْرٍ وأدْيانْه
دِينٌ لهُ جَعلَ اللهُ الحيا خُلُقاً .. به كسى أوْلياَء الله أزْيانهْ
دِينٌ يَزِينُ لمنْ يعتاضُ زِينتَهُ .. منْ غيْرِهِ شانُه اللَّذْ غيرُهُ شانهْ
دِينٌ هو الدّينُ يخْزي ذو بَطالتهِ .. أحبارَ دِينٍ يُنافيهِ وَرُهبانْه
دِينٌ سَيَسْبِقُ مَنْ قدْ كان سَاوَعَ من .. مُسْتأجَرِيهِ الذي منْ غيرِهم سانه
دينٌ شرٍيفُ أتانا منْ سعادِتنا .. آتٍ بهِ حَمدَ الكوْنانِ إتيانهْ
محمدٌ خيرُ مَبعوثٍ أقامَ على .. ما يَدّعيهِ مِنَ أمرِ اللهِ برْهانهْ
وخيرُ منْ قد نفَتْ عنهُ أمانتهُ .. وصِدْقُهُ الكذبَ والكتمانَ والخانهْ
وخيرُ طاعٍ لمنْ لم يَعْصِ طاعتهُ .. وخيرُ خاشٍ لمنْ يخشاهُ خِشيانهْ
وخيرُ منْ محضَ المَوْلى عِبادتهُ .. وخيرُ منْ دانَ دِينَ اللهِ دَيَّانهْ
وخيرُ منْ رَحِمَ الموْلى العبادَ به .. وخيرُ منْ عَرَفَ المولى عِرِفَّانه
وخيرُ داعِ سَقى منْ لم يُجِبْهُ إلى .. هُدَاهُ عَلْقَمَ إصْغارٍ وذيفانهْ
وخيرُ منْ شامَ للهِ السُّيوفَ ومنْ .. نمى القُتُودَ على وجْناَء عَيْرانه
وخيرُ مَنْ أمِنَ الإسلامُ بيضتُهُ .. أمْناً بهِ صوْلةَ العادى وسُلْطانه
وخَيرُ مَن فيْضَ المولى لِشَانِئهِ .. ما كان قُوّضَ منْ مغناهُ بُنيانهْ
وخيرُ منْ حَمدَ اللاقِيهِ ذا تَرَبٍ .. لِقْيانهُ حَمْدَ ذي الإتْرابِ عِقْيانه
يا منْ إذا حُسِدَ المِضيافُ طِيب قرى .. ضِيفانهِ حَسَد المِضْيافُ ضِيفانه
ومنْ إذا أخلَفَ الناسَ النُّجومُ يكنْ .. لِلناسِ غيْثاً هَزِيمَ الوَدْقِ هَتَّانهْ
ومنْ إذا عامُ تَحْرِيجٍ يكونُ يكنْ .. جَدًى يَعُمُّ الورى غَوْطاً وحَوْمانه
ومنْ يَصُدّ عنِ الدُّنيا ولوْ برَزتْ .. في زِيّ عَذراَء تُصبى القلْب مُزدانه
ومنْ أرى أجْبُلَ الإذهابِ إذ عُرِضت .. عليهِ كيفَ يَعافُ العِفُّ ذُهبانه
ومَنْ أَوَدُّ بأن ألقى على أوَدِى .. حَتى مَ لم تتفقْ لي منك لِقْيانه
يا نُونُ يا نورُ يا بشرَى المسيحِ لنا .. يا رَوْحَ منْ كان ذا رَوْح وريحانه
لو كان ذا الكوْنُ إنسانا لكنتَ له .. طرْفا ولو كان طرْفا كنتَ إنسانه
أنتَ الذي طهَّرَ الرحمنُ أزْرَتَهُ .. وَجَيْبَهُ وحشاياهُ وأرْدانه
أنتَ الطهُورُ بك القدُّوسُ طهّر من .. أرْجاسِ دين سوى الإسلام تِربانهْ
أنتَ السراجُ المنيرُ اللَّذْ أنارَ بهِ .. نورُ السّمواتِ والأرْضينَ أكوانهْ
أنْتَ الذي رَجح الخيراتُ إذ وُزِنَتْ .. بكَ الخلائقُ عندَ الوضع مِيزَانه
أنتَ الذي طاعةُ الرحمنِ طاعتُهُ .. فكان عِصْيانُهُ إذ ذاك عِصيانهْ
أنتَ الذي أزْلف الوالي الجنانَ لمن .. والى وأبْرَز للعادِيِه نِيرانه
أنتَ الذي خصّهُ الموْلى سُراهُ به .. لَيْلاً كما خصهُ بالعينِ رُؤيانهْ
إذ باتَ يخترِقُ السبعَ البُرَاقُ به .. كالبرْقِ مُتّخذاً فيهنّ مَيدانهْ
فنال فوق السمواتِ العُلى دَرجاً .. منْ قابِ قَوْسين ما شان امرؤٌ شانه
لك الكراماتُ والآي التي تُ . عَقْلَ الأنامِ إنائيهِ وذُكرانه
كتابٌ انْزِلَ للإِعجازِ مُلُهُ .. مِنَ الأباطيلِ والتَّحرِيفِ قد صانه
نورٌ مبينٌ عليكَ اللهُ أنزلهُ .. فُرْقَانَ ما كان منْ شيءٍ وتبيانه
يَهدي الإلهُ بهِ سُبْلَ السلامةِ مَنْ .. قد كان يتبعُ بالإيمانِ رِضوانه
عنى المَصاقعُ أرْبابُ اللسانِ لهُ .. وأذعنوا عَنْوَ إفْحامٍ وإذعانه
بسُؤدِكَ السُّودُ والحُمْرانُ قد شَهدوا .. ضَبٌّ وظبْيٌّ وثُعبانٌ وسِيدانه
والبدْرُ إذ شُقّ والبْيضاءُ إذ حُبسَتْ .. حتى لقد حَسِبُوا يوما أصَيلانه
والجذعُ إذ حَنَّ سَجْعَ النيْب من ولهٍ .. لَوْلا النزامُكهُ لم يَقْضِ تَحْنانه
والجذل إذ صارَ عَضْباً لم يكلَّ ولم .. يَقنْهُ قَيْن ولم يمسسْهُ سَوْهانه
وكفُّهُ إذ سَقَتْ ألفاً وإذ هَزَمَتْ ... ألفاً وإذ وَهبتْ ألفاً وَرِعْيانه
كفٌّ تمرُّ على ضَرْعٍ فيُحْسِبُ مَنْ ... تبغيهُمُ حَلَباً منْ غيرِ حِلْبانه
مَنّانةٌ واكفُ المُزْنِ حارِدةٌ ... ولا تَراها بمنَينا بمَنَّانهْ
فكم أنالتْ غِنى الدارَينِ وافدَها ... وكم أزاحَتْ عنِ المَفْتُونِ شيطانه
أكرِمْ بها رُفعتْ عن شَبْعةٍ وضِعت ... فيها الأكفُّ ألوفاً وهيَ شَبعَانه
صاعٌ يزِيدُ على الإنفاقِ منهُ تَرى ... ما جَرّ نُقْصَانُهُ ما جَرَّ زَيدانه
وباركتْ كفُّهُ عَجراَء ذاوِيةَ ... تَهتزُّ منْ حِينِها خَضراَء فينانه
عَيدانةٌ قَعدَتْ في الجوّ قاعدةً ... تؤتيهمُ أُكلَها شيشاً وحُلْقانه
إبانُ رُؤيَتها في الأرْضِ مُثمرةً ... إبَّانُ رُؤيتها في الجوّ صَوْجانه
للهِ للهِ ما قد أسْمَعَتْ وأرتْ ... فَتاةَ سَعْدٍ منَ الآياتِ سِنْدانه
لوْ لم تكنْ منهُ آياتٌ لأخبرَ عنْ ... ما حلَّ إسرارهُ ما حلَّ إعلانه
ضِياءٌ وجهٍ يُرى ضَوَء المُضيءٍ دُجىً ... ودُرُّ لفظٍ يُرى حَصْباَء مَرْجانه
نَفْسٌ مُطهرةٌ من كلّ مَنقصةٍ ... عن اهتمامٍ بغيرِ اللهِ مُصْطانه
نفْسٌ إذا اكتربت نفْسٌ بما اكتسبت ... كانت بما كسبت في الله فرْحانه
نَفيٌ لفاقِرَةٍ هَدْىٌ لحائرَةٍ ... شَمْسٌ لناظرةٍ لِلأَنف رَيْحانه
تكتَانُ حِرْصاً علينا أن نصيبَ خَناً ... إذا النفوسُ على ما فاتَ مُكتانه
كم ضاربٍ طاعنٍ رامٍ أخي ثقةٍ ... بالمشرَفيّ وبالخطيّ والقانه
تيسي جَعارِ وعيثِي إنها لَمُنىً ... تُرى المُمنى ثِقَاةً أخون الخانه
ما راَء طلعتهُ ضِرغامُ مأسدةٍ ... إلا استحلَ بنصرِ اللهِ قمنانه
سائلْ رُكانةَ إذ لاقى النبيَّ على ... وحْدَيهما أينَ منهُ ظنَّ أركانه
وسلْ تميما وسلْ قَيْساً ومن مكثوا ... بمكةٍ وأناساً بالجِعرّانه
وسلْ رَبيعةَ أو سَلْ اختها مُضراً ... لُقْيان منْ وَجدَ اللاقُوُهُ لُقيانه
لُقيانُ مَنْ إنْ رأتهُ في مَوَاطِنِها ... أسْدُ المواطنِ حاصَتْ حَيْصةَ العانهْ
سَلِ المقوْقِسَ إذ أهدى إليه وسَلْ ... دارَا وسلْ كلّ إقليمٍ ودِهُقانهْ
وسَلْ هِرَقْلَ وسلْ كِسرى ونُعْمَانه ... والمُوبَذَانَ لأيٍّ أمّ كهانهْ
إنَّ المُقوْقِسَ إذ أهْدى إليه لذو ... حَزْمٍ رأى إنه إن لم يَدِنْ دانه
كسرٌ لِكسرى أنُوشَرْوَانَ رُؤيتُهُ ... شَرْواهُ ليسَ بذي إيواءِ إيوانه
لمّا رأى الشُّرُفاتِ السَّاقطاتِ رأى ... حُدوثَ أمرٍ رأى ما راَء حِدثانه
وقد رأى المُوبَذَانُ الخيلَ قد وسَطت ... فرْسانُها وسَطتْ في الفرْسِ بُلدانه
للهِ عِلم أخي ذئبٍ غَداةَ غدا ... عَبدُ المسِيحِ له بَحْتَثّ بُعرانه
فهْوَ اسْتَحقّ إن العِلمُ استحق به ... حِلْوانَهُ كاهنٌ بالعلم حِلوانه
إذ أخبر القْومَ من أمرِ النبيّ بما ... يَدْرِيهِ من كان يدرِي الحق دَرْيانه
بأنّ مَوْلاهُ موليهُ خصائصَ لا ... تولى فسبحان مولاهُ ورَيْحانه
روى السيوطي في كبرى الخصائص عن ... طه عن الروح عن ذي العرش
سبحانه
لا يعرف اللهَ إلا اللهُ جَلَّ كما ... لا يعرفُ المصطفى إلاء عرفانَهْ
فمبلغ العلم فيه إنه بشرٌ ... ما كان خلق على ما كان ما كانَهْ
وإذ ذكرت رسول الله ممتدحاً ... فاذكر بخير ذوى الخيرات صحبانه
أولى الفضائل والتُّقى أُسُود وغى ... عند اللطام ترى خرفاناً أسدانه
البائعين نفيسات النفوس لمن ... لم يخش من باع منه النفسَ خسرانه
والواصلين لذي الإِسلام وأصلهم ... والهاجر بن لذي الكفران هجرانه
لمّا دَجى جُندُ هِندٍ كالدُّجَنّ جَلا ... أبو دُجانَةَ بالهِنْدِيّ أدْجانه
قومٌ تَرى ما لذاتِ الله همهمُ ... وهمُّ غيرهم مالٌ وقنيانه
همُ النجومُ التي ما ضرّ طالعها ... أن لم يكن برْجه ثوراً وسرطانه
من كلّ أرْوَعَ ذي نفس لمقتلها ... في الله تحت ظلال البيض حنّانه
يهز ذا شُطَبٍ ليست مضاربُهُ ... خوَّانةً وقناةً غيرَ خَمَّانه
برٌّ منيته في الله منيته ... يرى سلامة حزب الله موتانه
لا عيبَ في القوم إلا أن برهم ... ينسى الغريبَ أهاليه وأوطانهْ
أيديهم أخوات الوابلين لها ... خونٌ له يحقر التيميُّ إخوانه
أحلهم موطنَ العلياءِ دينهُمُ ... محلّهمْ منْ رياض القدسِ مِيطانهْ
كفاهمُ مجدا إن اللهَ ألزمهم ... سبحانه كِلْمةَ التّقوى كما بانهْ
كانوا أحق بها منْ غيرْهمْ فهُمُ ... كانوا بها عن عبادِ اللهِ خُصَّانهْ
فاللهُ فضَّلهمْ فضلاً وشرَّفهم ... بجعلهم حشمَ الهادي وأعوانه
ومنهمُ جعلَ الرحمنُ يالهُمُ ... أصهار أحمد أحماه وأختانه
منهم أبو بكر الصدّيقُ صاحبه ... فاديهِ بالنفْسِ والأموال مِعْوانه
من لم تكن طاعةُ الرحمن ديدنَهُ ... فإنما كان تَقْوَى الله ديدانه
ومنهمُ عمرُ الفارُوقُ فارِقُ ما ... بين الضلال وبين الحق فرْقانه
ومنهم الشيخ ذو النورين فاشدُبه ... مِلَء الفَما واتّخِذُ للشدوِ ألحانه
واذكرْ علياً ولا تغفل أبا حسنٍ ... ساقي كؤوسِ زؤامِ الموتِ أقرانه
ليثٌ تكونُ ليوث الأسدِ طُعْمتَهُ ... بحرٌ تكونُ بحور العلم نينانه
منْ كان من جسمه يبغي استراحتَهُ ... أتاه مستصحباً في الجيش جسمانه
من ذا الذي يُشحنُ العضبَ المهندَ مِن ... غِمْدٍ ويُشحنه في الهام إشحانه
وجدان طالبه إياه في رهج ... فِقْدانُهُ الرأسَ والأطرافَ والمانه
لا يَستحي وجهَ ليثٍ في مبارزةٍ ... لكنهُ يستحي إن خَرَّ خورانه
باهى به اللهُ جِبْرِيلاً وأرْسَلهُ ... ليلاً لِيكلأهُ حِفْظاً ويَصطانهْ
واذكرْ بني هاشمٍ عُمْرِ المَكارِم آ ... فاتِ المَلاطِمِ أُسْدِ اللهِ بيزانهْ
التَّرِكي جُثَثَ القَتْلى وإنْ جَسُمَتْ ... لا ذاتَ عُمْقٍ ولا طولا ولا وانهْ
يا مَنْ أرى المَدْحَ إلا مَدْحَهُ هَوساً ... يَحِقُّ وَسْواسُهُ للِمرْءِ بُهتانهْ
أُثْنى عليكَ على ما كان مِنّيَ كيْ ... ما يَمْأَنَ المرْءُ في خيرِ امرئ مانه
أحسنتُ شِعْراً ولا أنفكُّ شاعرَهُ ... لو كنْتُ أحسن زَفناً كنْتُ زَفّانه
أرْجو بمدْحِ شفيعِ العالَمينَ غداً ... عَفْوَ الإِلهِ وَرُحْماهُ وَغُفرانهْ
وأنْ يُثَبّتَ إيماني وَيجعلهُ ... إيمانَ منْ لا يُضيعُ اللهُ إيمانهْ
وأنْ أنالَ بهِ ما كان أصْغرُهُ ... حُورَ النَّعيمَ وطُوباهُ وَولدانه
وأنْ أكونَ خَليطَ الفائزينَ إذا ... ما المجرِمُ امتارَ عنهمْ ضائناً ضانه
ما قرَّبَ العبدُ للموْلى مدائحهُ ... إلا تَقْبّلَ منهُ اللهُ قُرْبانه
يا خَيرَ منْ أمّهُ جانٍ يَضُمُّ إلى ... جَناهُ من كِبرِ الآئامِ إدْمانه
هذا طريدُ جناياتٍ أنابَ إلى ... رَبٍّ يراهُ رَحيمَ الكونش رَحمانه
أتاكَ يا خيرَ منْ يؤتى لتُؤتيهُ ... مما يخافُ يأذنِ اللهِ إيمانهْ
أنْتَ المجيرُ الذي لا يُستباحُ له ... جارٌ إذا ما أباحَ الجارُ جيرانهْ
حامى الحُمَيَّا إذا يَحْمى الوطيسُ بنا ... عندَ اللقاءِ وخلاّ الخِلُّ خِلاَّنه
هذا وكم عَملٍ عِندي كلا عملٍ ... قَصَّرْت فيهِ ولم أُتِقْنْهُ إتقانه
فاقبلهُ رَبيَ واسْتْبدِلْ بهِ عملاً ... يُرْضيكَ ما ذامَهُ شَرْعٌ ولا ذانه
واسْتبدِلِ المُغدقاتِ المُثمراتِ لنا ... من كلّ قُلاَّمةٍ منهُ وبركانه
وإنني إن عدى العادون عدوَهُمُ ... علىَّ وارْتكبَ الطاغوتُ طُغْيانه
لمستجيرٌ برَبّ المصطفى وبه ... منهمْ ومنْ كلّ شيطانٍ وشيطانهْ
وكلِّ من كثّرَ الموْلى بأنْعُمهِ ... على ذوى أنعم الرحمانِ أضْغانه
فاللهُ يرْحَمُ بانيها ووالدَهُ ... وأُمّهُ ومُحبيهِ وَوُلدانه
واللهُ يحفظ قاريها وحافِظها ... وأُمَّهُ ومُجلّيهِ وإخوانهْ
وكلَّ مَنْ كان من أهلِ الوجودِ يَرى ... دِيوانَ سُنَّةِ خيْرِ الخلقِ دِيوانه
ثمّ الصلاةُ عليهِ والسَّلامُ معاً ... حتى تُرى تاركات الجسْم أكوانه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق