الجمعة، 20 مايو 2016

العلامة محمذن بن سيدي الأمين ابن إمام اليدالي:

العلامة محمذن بن سيدي الأمين ابن إمام اليدالي:
نسبه: هو محمذن( ) بن سيدي الأمين بن محمذن بن إمام بن سعيد بن بباه بن الفغ المختار باب بن محمد الأمين بن المختار بن عمر بن علي بن يحيى بن يداج( ) اكذ برغه بن يذررتكحمت الشمشوي اليدالي.
وأمه: خديجة بنت عبد الله نا الماح (الداهي) بن محمد فال بن أحمد بن العاقل بن محنض بن الماحي بن المختار بن عثمان بن يعقوب بن ابهنض بن مهنض أمغر الشمشوية الأبهمية. 
لقد ولد العلامة سنة 1330هـ في "ابير أولاد بولمختار"( ). (قرب مقاطعة بوتلميت) وقيل في "ابير حبل"( ) (المذرذرة) وعلى كل حال فإنه قد ولد في منطقة الترارزة( ) في الجنوب الغربي من موريتانيا( ).
محيطه الاجتماعي:
إن العلامة قد انحدر من عمومة طيبة وخؤولة مثلها ، أما عمومته فهم قبيلة اليداليين المعروفة بالصيت العلمي في ولاية الترارزة، فهذه القبيلة قد أخرجت أكابر العلماء والشعراء أمثال محمد اليدالي( ) وألما بن المصطفى( ) وحتى الشاعرات أمثال يمه بنت سيدي الهادي( ).
وينتمي الشاعر إلى: بطن آل "الفغ المختار بابو" المعروف بالعلم، حيث لم يقل عدد علمائه عن خمسة عشر عالما رغم أنهم بيوت قلائل تعد على رؤوس الأصابع. ( )
وقد كانت أسرة الشاعر معروفة بالعلم والشرف والكرم، فهي أسرة آل إمام المشتهرة بالعزوالشرف والعلم، فقد كان إمام( ) شاعرا وكان عالما كأبيه( ) وأبي ذلك( ) إلى هلم جرا وكأخويه حمينه( ) والمختار.( ) 
كما كان محمذن بن إمام جده عالما كريما سيدا، وكان في بنيه العلم والحلم والكرم والحفظ ، ومنهم سيدي الأمين والده أصالة، وهو ذومشاركة في جميع الفنون، ويعتبرمن الصالحين العباد.
وأما خؤولة الشاعر فهم قبيلة "إدابهم" الشمشوية المعروفة بالعلم، وقد خص بأن خؤولته منهم أسرة آل العاقل المشتهرة بالعلم والكشف والتصوف، فأمه خديجة بنت عبد الله نا الماح بن محمد فال بن محمذن بن أحمد بن العاقل، وهي مشتهرة ومعروفة بسرعة الحفظ (ت 1337هـ).
دراسته وأساتذته:
لقد بدأ االعلامة كما هي العادة لدى الموريتانيين – بدراسة القرآن الكريم حيث درسه على عمته- خديجة بنت محمذن إمام،( ) وعلى محمد محمود بن سيد عبد الله القلقمي،( ) وعلى فاطمة بنت أشقرنا، ( ) وعلى ميمونة بنت محمد بن اليدالي،( ) فحفظ القرآن وهو في السابعة من عمره، ثم أخذ التجويد على أحمد سالم بن عبد الرحمن التاكاطي،( ) ودرس المقرأ على محمد عبد الله بن احمذيه الحسني( ).
بعد ذلك ذهب للدراسة المحظرية على العلامة يحظيه بن عبد الودود القناني، ( ) فأخذ عنه بعض مختصر خليل( ) في الفقه المالكي، وأخذ عنه النحو وعلوم البلاغة.
كما درس على العلامة محمدو حامد بن آلا الحسني( ) بعض ألفية ابن مالك،( ) ثم درس على العلامة زين بن اجمد اليدالي( ) مختصر خليل، ودرس عليه المنطق وأصول الفقه.
ثم أخذ عن العلامة أحمدو بن محمذن فال الحسني( والعلامة محمد بن حمين اليدالي( ) والمرابط محمد سالم بن ألما( ) والعلامة محمدن بن محمد بن المحبوبي اليدالي( ).
وللعلامة ديوان شعري فصيح ضاع أغلبه، وقد حاولت جمع بعضه، كما أن له ديوانا بالشعر الحساني ينتظر من يعتني به.
ومن شعره في المدح:
يا حبذا انيفرار للوافد
والقانع المسترفد الرافد...
فكم حوى ندب به مفخرا
وارثه عن مفخر تالد
وكم حوى علما به وارث
عن عالم عن عالم زاهد...
يا أيها الأهلون أهل التقى
من عللوا من عذبه البارد
رقيتم فوق المنى رتبـــــــــة 
جلت من القصــــد عن القاصد...
ومن شعره في غرض الرثاء:
حق للعين أن تسح الصديدا
وجذا الحزن أن تذيب الحديدا
وتدك الجبال دكا فتحكي
في استوا دكها المهيل الصعيدا
عند ما خبر المخبر أنا
قد فقدنا من لا نظن فقيدا...
ربما كان للعلوم مرادا
ومريدا لنا يغيث الطريدا
ربما كان للضعاف كفيلا
لا تحب الضعاف عنه محيدا...
كان يؤوي القريب وهو كما قد
كان يؤوي القريب يؤوي البعيدا
فلكم غاص في بحور المعالي
فاجتنى درها الذي لن يبيدا
ولكم قد أجاد رسم كتاب
يخجل الحسن منه عقدا فريدا...
رب ضاعف له الأمور وزده
زيد من لا يزال يخشى الوعيدا
زيدَك المحسنين إن مزيد الـ
محسن الفعلَِ خير ما قد أريدا...
واجعلن ظله المخلف فينا
كاملا وافرا سريعا مديدا...
غير أنا على المخلف فينا
نحمد الواحد الحميد المجيدا
إن فيهم ما كان من قبل فيه
ومزيدا لمن يريد المزيدا...
باصطفا المصطفى وصفوة آل
وبصيد تلقى الأسود حصيدا
صليــــن ثم سلمــــــن عليه 
ما اصطفيـــــنا التوفيـق والتأييدا
ومن أشعاره أيضا قوله في الابتهال :
رب هب لي صدق التوجه إني
لست عن صدقه الغني العفيفا
واجعلن الميعاد جنة فردو
س لها يسأل الضعيف اللطيفا
واجعلن لي عمرا طويلا هنيئا
جامع الخير ما جمعت اللفيفا
وأقمنـــــي على استقــامة قلبي 
إنما مرتجــــــاي أن لا أحيـفا
أخلاقه وتصوفه:
لقد كان العلامة على درجة كبيرة من العلم تجلت في أقواله وأفعاله، وجعلته على أحسن ما يكون من الأخلاق يقول الشاعر:
وإنما الأمم الأخلاق مابقـــــيت فإن هم ذهبت أخلاقـــــهم ذهبوا
إنه كان سيلا يتدفق من المعارف، يفيد السائل وغير السائل، يبث العلم في شتى آبار ومقاطعات منطقته.
أما عن تصوفه فقد أخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ العلامة المرابط محمد سالم بن ألما، عن أحمد بن اجمد، عن المختار بن ألما، عن محمذن فال بن متالي، عن الفقيه بن عفان، عن (مجهول)، عن أحمد بن ناصر الدرعي، عن محمد بن ناصر الدرعي، عن عبد الله بن حسين، عن أحمد بن علي، عن ابن قاسم الغازي، عن علي بن عبد الله، عن أحمد بن يعقوب عن أحمد زروق عن أحمد بن عقبة عن القادري عن علي بن وفا عن محمد وفا، عن داوود الباجلي، عن ابن عطاء الله، عن أبي العباس المرسي، عن أبي الحسن الشاذلي، عن عبد السلام بن مشيش، عن عبد الرحمن المدني، عن أبي مدين الغوث، عن علي بن حرزهم، عن أبي يعزى، عن أبي بكر بن العربي، عن أبي حامد الغزالي، عن أبي محمد الجويني المكي، عن الجريري، عن أبي القاسم الجنيد، عن السري السقطي، عن معروف الكرخي، عن داوود الطائي، عن حبيب العجمي، عن الحسن البصري، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .
وفاته:
توفي الشيخ يوم الخميس السابع من محرم سنة 1415 هـ الموافق السابع عشر من مايو سنة 1994م ودفن في مقبرة "تندكسمي ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق