المختار ابن التقي: (1912 ـ 1993):
هو المختار بن المختار السالم بن عمر بن أمحمد بن التقي بن أبي بن الشرغي بن أحمد بن عتام بن دمان الذي ينتهي نسبه إلي جعفر الطيار، المشهور بــ: (أبَّبَّا علما). وأمه آمنة بنت بلاَّلْ الجملية،رجل عظيم من رجالات الدولة الموريتانية إنه الفقيد الذي عرفه المسكين والفقير وابن السبيل، وعرفه التلميذ والأستاذ، وعرفه القريب والبعيد في وقت الشدة وضنك العيش.
كان ـ رحمه الله ـ أبا وأما حنونا لمن جاء من الأرياف قاصدا مدينة أنواكشوط .
وقد شهدت دار المختار ابن التقي نهضة أدبية وعلمية؛ إذ لا تخلو من عالم أو فقيه أوصالح أو أديب أو متصوف أو من يجمع بين ذلك كله.
وممن أسهم في تلك النهضة العلامة والمؤرخ المختار بن حامدن (ت 1414 )
حيث يقول :
أدار ابن التقيَ لك الأمـــــــــان ۩ وصان الحب أهلك حيث كــانوا
وطاب لساكن لك كــــــل عيش ۩ كما طابت خلائقــــــــه الحسان
وننشد فيك أبيـــــــــاتا حسانا ۩ قديما قد تناجــــــــــــلها القيان
"ألايادار لايـــــــــدخلك حزن ۩ ولا يغـــــــدر بصاحبك الزمان
فنعم الدارأنت لــــــكل ضيف۩ إذاما الضيــف أعوزه المكان"
ويقول أيضا:
بآمنة علي الضيف امتنــــانٌ۩ فمنزلها لزائرهــــــا سنان
فقد جمعت فنون المجـد طرا ۩ وفي تلك الفنون لها افتنان
وشابهـــها ابنها المختار بذلا ۩ تُمدَ مدى الزمان له البنان
وسنت كل مكرمــــــــة ومجد۩ له فله بسنتـــــــها امتنان
فقاق بمجده ألفا وكعــــــــــبا ۩ فتغبط ذا كـــمامة أوسنان
ويقول أيضا:
إن الفتى المختار نـجل التقي ۩ ليتـــــقي ما ذو الذكا يتقي
وإنـــــــــــــــه ليرتقي للعلي ۩ وإنه من صفــوها ينتقي
لا زال يسقي صفوها دائـما ۩ ولا ولا في سبـــلها يرتقي
يقــــــصده الوارد أين انتحى ۩ والخير دأبا مــــعه يرتقي
أنطقنـــــــــــــي بمدحه مجدُه ۩ هذا بيــاني وذا منـــــطقي
ويقول أيضا :
رأيتك في كسب المعالي مسارعا ۩ وفي مطلع المعروف والمجد رافعا
إذا قام للمعروف فرد شفعتـــــــه ۩ وتُلفى إذا قـــــــــــــام الثلاثة رابعا
وفيك لكــــــــــل المسلمين منافع ۩ فلا زلت يا مـــــــختار بالخير نافعا
ولا زلت شهــــدا للطريق وسكرا ۩ ولا زلت سما للـــــــــمعاديك ناقعا
ولازلت يا مخـــتار نا تـــرأب الثأي ۩ ولا زلت دأبا ترفع الخرق واسـعا
رزقت الندى طفلا وتمت لك النهي۩ وليدا وأعــــطيت المروءة يافعا
أطاب لك المـــــــولى حياة يطيلها ۩ وعمرت منصورا وعمرت طائعا
وجازاك عن معــــــروفك الله ربُّنا ۩ ولن يتـــرك المعروفَ ربُّك ضائعا
أشاعك في البلــــدان معروفُك الذي ۩ به صرت معروفا وأصبحتَ شائعا
ولازلتَ من كــــــل المــخاوف آمنا ۩ وآمنةً لا تعــــــــــــــــدمان المنافعا
ولازلت تكسو الثوب أخضر ناضرا ۩ وأسود غِرْبيباً وأبيـــــــضَ ناصعــا
ولازلت تسقي الكأس أحـــمر قانئا ۩ فقاقعه ترغي وأصفـــــــــــر فاقعـــا
ولازلت في روض الســـلامة راتـعا ۩ ولازلت في حوض الكرامة كارعــا
ولاغــــرو إن نلتَ المكــــارم والعلا ۩ وياحبذا كسب المحامــــــد طابَعـــا
نصبت من الإحسان والجود والندى ۩ دليلا على المجد المؤثل قاطــــــعا
فأنت فتىً ترعى المـــــــروءة دائما ۩ وماكنت في غير المعالي فتى رعى
فبارك فيك الله من خلـــــــــف رعى ۩ جدودا كراما طيبين أرافعــــــــــــا
وكان بهم برا رؤوفـــــــــــــا إلههم ۩ وكان لهم خيــــــــــر البرية شافعا
ومما يجدر التذكير به أن المختار ابن التقي ـ رحمه الله ـ كان مترجما في عهد المستعمر، ولما نال البلد استقلاله كان من أقرب المقربين إلى الرئيس المرحوم المختار ولد دداه مما أكسبه مكانة عالية في مجتمعه، واستطاع بذلك أن يعين الكثير على نوائب الدهر .
رحمه الله و أدخله فسيح جناته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق